بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 آب 2022 12:01ص الفريد النبيل

حجم الخط
كان فريداً بين أقرانه من النواب والسياسيين، في تعاطيه المسؤولية العامة وخدمة الناس، لأنه كان يعتبر النيابة تكليفاً وليس تشريفاً، والعمل على تلبية ما أمكن من حاجات مواطنيه واجباً.
عودته من أميركا بشهادتي الهندسة المدنية وإدارة المشاريع لم تحل دون إنطلاقه في العمل بتواضع وتفانٍ مع رفيق الحريري في تنفيذ المشاريع الكبرى في المملكة العربية السعودية، بدءًا من مدينة المؤتمرات في الطائف، حيث كان الرجلان ينامان في «فان» فولكسفاكن، ويتابعان مراحل العمل لإنجاز المشروع قبل موعد القمة الإسلامية في أواخر السبعينات من القرن الماضي. 
تابع فريد مكاري مشواره مع رفيق الحريري في عالم السياسة، الذي طلب منه الترشح في أول إنتخابات في عهد الطائف عام ١٩٩٢، حيث إستمر عهده في النيابة حتى إنتخابات ٢٠١٨، التي لم يترشح فيها إنسجاما مع قناعته بأن هذا العهد سيكون وبالاً على البلد، وكان بين نواب المستقبل الممتنعين عن إنتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية، وخرج يومها من المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه سعد الحريري تأييده للجنرال، ليعلن بجرأته وصراحته المعهودتين، ومن على باب بيت الوسط معارضته لوصول عون إلى قصر بعبدا. 
كان أحد فرسان حركة ١٤ آذار، وأكثر القياديين إنتقاداً لأداء بعض أقطابها الذي لم يرتقِ إلى مستوى آمال المشاركين في التظاهرة المليونية التاريخية، في الإصلاح ومحاربة الفساد، وتعزيز دور الدولة، والحفاظ على السيادة الوطنية. 
شارك في المحاولات التي جرت في بداية العهد الحالي لتشكيل جبهة وطنية تضم رؤساء سابقين وقيادات مستقلة، والتي حالت بعض الأنانيات دون إنطلاقتها في الوقت المناسب. 
رحيل الفريد النبيل في أخلاقه وتواضعه، خسارة وطنية كبيرة، في وقت أحوج ما يكون فيه الوطن إلى رجال دولة من أمثاله.