بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 تشرين الأول 2018 12:01ص «القوّات» تحتفظ بمفاوضات توزيع الحقائب داخل الكواليس

«حكومة لا غالب ولا مغلوب» إذا صدقت التنازلات المتبادلة

حجم الخط
يبدو ان «تيربو» الاتصالات والمشاورات بشأن عملية تأليف الحكومة تعمل بأقصى طاقتها من اجل اظهار صورة حكومية طال انتظارها قرابة الخمسة اشهر، وما هي الا ايام قليلة، حسب التوقعات، لتتوضح هذه الصورة والبدء بمرحلة جديدة من العمل الجدي للتعويض عن اشهر الفراغ التي عاشتها البلاد، والتي أدت الى انعكاسات سلبية على مجمل الاوضاع الاقتصادية والحياتية والمعيشية للمواطن.
فكما اصبح واضحا، فإن استنفارا سياسيا سجل خلال الاسبوعين الماضيين على اعلى المستويات من اجل تذليل العقد واخراج الحكومة من عنق الزجاجة بعد السجالات العالية النبرة بين الافرقاء اللبنانيين والتي كادت تطيح بالاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي، اضافة الى  الضغوطات الكبيرة اللافتة والتي مورست على لبنان من اجل تشكيل حكومته، قبل فوات الاوان وخسارته لكثير من الدعم والمساعدة الدولية، لا سيما في ما يتعلق بتنفيذ مشاريع مؤتمر «سيدر».
وفي هذا الإطار، شهد كل من «بيت الوسط» والقصر الجمهوري في بعبدا لقاءات مكوكية، حيث كانا محور استقطاب سياسي واسع  شمل معظم الاطراف السياسية، ولكن على الرغم من التداول بكيفية توزيع الحقائب على الافرقاء فإن الامور لم تسلك بعد مسارها الواضح وهي تحتاج الى بعض الرتوشات قبل الولادة المنتظرة.
مصادر «القوات اللبنانية» كشفت لـ«اللواء» انه «تم الخروج من المربع الاول واصبحنا في المربع الاخير»، واوضحت ان هناك عروضات وافكاراً جدية قدمت في الساعات الاخيرة الى «القوات»، وفي المقابل يرد الحزب على هذه الافكار، وتشير الى ان المفاوضات قائمة على قدم وساق، ولكنها تعتبر انه لا يمكن الحديث عن وجود عرض او طرح نهائي واضح متوافق عليه بعد. وتلفت المصادر إلى انه لدى وصول الامور الى خواتيمها يتم الاعلان عنها، وتوضح ان الامور لا زالت في طور النقاش والتفاوض والبحث، على امل ارساء الامور بالشكل المناسب للتوازن الوطني ولتكريس التوازن الذي اسفرت عنه الانتخابات النيابية.
وفضلت المصادر القواتية عدم الكشف عن العروضات التي قُدّمت للقوات، ورأت وجوب ابقائها داخل كواليس المفاوضات، واشارت الى ان كل ما يصدر من تسريبات في الاعلام غير دقيق وهو يحتوي على كثير من التناقضات، وجزء منه اساسي ويرمى بشكل مقصود من اجل الضغط المعنوي، مشيرة الى ان هناك جزءا منه تضليلي.
وكشفت المصادر عن ان خطوط التواصل مفتوحة مع الرئيس المكلف على امل ان تتوضح الصورة في الساعات القليلة المقبلة.
وردا على سؤال، تقول المصادر، منذ اللحظة الاولى للمشاورات كان هدف القوات هو الوصول الى حكومة متوازنة، لذلك اعتبرنا ان القاعدة التي وضعها رئيس مجلس النواب نبيه بري، قاعدة ذهبية وتشكل توازنا في التنازلات، لانه لا يجوز ان يتنازل طرف واطراف اخرى لا تتنازل، والمطلوب ان يكون التنازل من الاطراف كافة، وعلى هذا الاساس نحن نشهد تنازلات متبادلة يمكن ان تقود الى مساحة مشتركة للجميع.
وتلاحظ المصادر ان الجميع يبدو انه قدم تنازلات مما يعني اننا باتجاه الوصول الى حكومة «لاغالب ولا مغلوب»، وتعتبر ان هذا الامر لم يكن يحصل في الأشهر السابقة وهو نراه يحصل لاول مرة، مما يعطي املا بأن المرحلة الماضية تبدلت لانه كان المطلوب ان يتنازل طرف واحد، ولكن انتقلت الامور حاليا الى تنازلات متبادلة ومتوازنة ومشتركة وهذا ما كنا نطالب به منذ اللحظة الاولى لمشاورات التأليف.
وتعود المصادر لتؤكد على ان  كل ما يصدر من تسريبات في الاعلام غير دقيق والهدف منه التضليل والضغط، مع العلم انه في الواقع وداخل كواليس المفاوضات فالامور مختلفة تماما.
وحول ما اذا كانت «القوات اللبنانية» حددت اسماء وزرائها في الحكومة المقبلة، تشير المصادر الى انه عندما تنتهي هيكلية الحكومة ويتبلغ الحزب نتيجة التوافق الذي تم مع الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، والوزارات التي آلت الى «القوات» يدعو رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع الهيئة التنفيذية للاجتماع وعلى اساسها يتم طرح الاسماء التي تتوافق عليها الهيئة من اجل اسقاطها على الوزارات، ولكن قبل ذلك لا بحث في الاسماء.
وتوقعت المصادر ولادة الحكومة في الايام المقبلة بسبب الاندفاعة السريعة التي تشهدها المشاورات.
وعن امكانية ان يشكل البيان الوزاري للحكومة موضع خلاف جديد بين اركان الحكومة تستبعد المصادر ذلك، وتأمل ان يتم التوافق عليه بشكل سريع كما حصل في الحكومة الاخيرة من اجل نيلها الثقة والمباشرة بالعمل المكثف الذي ينتظرها.