بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 تموز 2022 02:52م القوى المسيحية والمُعارِضة تتحرك للإستحقاق الرئاسي

الخازن يسعى لتوافق بين باسيل وفرنجية

حجم الخط

تأكد من خلال التحركات واللقاءات السياسية الجارية مؤخراً، ان الاستحقاق الرئاسي يأخذ اهتمام القوى السياسية لا سيما المسيحية منها، اكثر من استحقاق تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة بعدما تبيّن ان لا حماسة فعلية لدى اغلب القوى السياسية لتشكيلها في ظروف سياسية معقدة، ولأسباب كثيرة ليس اقلها ان الحكومة ستكون قصيرة العمر، ولن تتمكن من تحقيق اي إنجاز يُذكر خلال ثلاثة اشهر، بسبب الخلافات حول طبيعة المشاريع المطروحة للإصلاحات البنيوية وسواها من ملفات ومواضيع واستحقاقات ادارية كالتعيينات.

وفي سياق "الحِراك المسيحي" حول الاستحقاق الرئاسي،عُقد يوم السبت الماضي، لقاء بين رئيس" التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وعضو التكتل الوطني المستقل النائب فريد هيكل الخازن في منزل باسيل في اللقلوق، تخللته مأدبة غداء.

وجرى في اللقاء "البحث في الاستحقاقات الدستورية المقبلة، وكيفية تعاون القوى السياسية وانفتاحها على بعضها لإخراج لبنان من الازمة التي يتخبّط بها"، وفق بيان عن مكتب النائب الخازن الاعلامي.

لكن افادت معلومات خاصة لموقع "اللواء" من مصادر تابعت اللقاء، انه استمر ثلاث ساعات، وأن الخازن يعمل على تقريب وجهات النظر بين باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية للتنسيق والتعاون حول الاستحقاق الرئاسي، وضرورة حصول توافق بينهما بمعزل عمّن سيكون الرئيس، وان العمل سينصب في المرحلة المقبلة على محاولة ترتيب لقاء بين باسيل وفرنجية اذا اقتضت الضرورة، وتوسيع التفاهمات المسيحية حول الرئيس المقبل للجمهورية.

ووصفت المصادراجواء اللقاء بأنها إيجابية، وان باسيل كان متجاوباً مع طروحات الخازن.

وعلى خطٍ موازٍ، تعمل قوى المعارضة المسيحية (القوات اللبنانية والكتائب وبعض نواب قوى التغيير والمستقلين وسواهم) على محاولة بلورة تحالف او تفاهم لتشكيل قوة انتخابية وسياسية ضاغطة ومؤثرة في الاستحقاق الرئاسي، لإيصال رئيس للجمهورية وفق "مواصفات ومعايير" هذه القوى. لكنها حتى الآن لم تصل الى نتيجة بسبب تضارب المواقف والحسابات والمواصفات والمعايير بين هذه القوى.حيث ان لكل طرف رؤيته وحساباته ونظرته للطرف الآخر، فقوى التغيير تعتبر ان بعض القوى السياسية التقليدية التي دخلت على خط المعارضة وتبنت شعارات الثورة والانتفاضة الشعبية كانت جزءً من تركيبة النظام المشكو منه، وساهمت ولو بقدر في ما وصلت اليه البلاد.

لكن حسابات الداخل اللبناني الصغيرة تختلف كثيراً عن حسابات الخارج من دول اقليمية ودولية تتعاطى مع الوضع اللبناني عن قرب، ولا شيء يتم حول المسائل الكبرى والاساسية والاستراتيجية في لبنان من دون توافق اقليمي ودولي يُرجّح الكفة الداخلية، وعلى هذا، ومع التركيز الخارجي "اللفظي" على تشكيل الحكومة، فالتركيز يتم ايضاً وربما بنسبة اكبر وافعل على الاستحقاق الرئاسي، ولذلك تتركز المتابعات الداخلية على موقف الدول المعنية بالوضع اللبناني وما ستصل اليه المفاوضات الجارية حول الملفات الاقليمية وترقب انعكاسها على لبنان، ليتم في ضؤ ذلك تحديد الخيارات وتحديد موعد جلسة المجلس النيابي لإنتخاب الرئيس.