بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 تشرين الثاني 2022 12:00ص المرشح الرئاسي المقبل على علاقة جيدة مع العرب ومنفتح على الخارج

حزب الله يُمعن بتعطيل الانتخابات الرئاسية أملاً بتغيير موازين القوى لصالحه

حجم الخط
توقف مسار انتخاب رئيس الجمهورية عند شرط تحالف حزب الله والسلطة التوافق مسبقا مع المعارضة على اسم رئيس الجمهورية الجديد قبل جلسة الانتخاب النهائية، مايؤشر إلى دخول عملية الانتخاب في مأزق اطالة أمد بقاء لبنان بلا رئيس للجمهورية إلى أمد غير معلوم، بسب استمرار الخلاف الحاصل بين الطرفين، واستحالة التوصل بينهما إلى تفاهم يؤدي إلى الخروج من هذا المازق، بسبب التباعد السياسي القائم بينهما واختلاف توجهات كل منهما عن الآخر.
واجه تحالف السلطة والحزب مرشح المعارضة النائب ميشال معوض، بالاقتراع بالورقة البيضاء تارة، وتهريب النصاب تارة اخرى، دون أن يرشح احدا مقابل معوض، ربما لان موازين القوى السياسية ليست لصالحه، ولاتعطيه ارجحية الفوز في المنازلة الانتخابية اذا حصلت، فوزع جملة اوصاف لتهشيم صورة مرشح المعارضة، منها بانه مرشح التحدي والاستفزاز، وما الى هنالك من توصيفات مبتذلة، لكي تجعل منه شخصية غير مقبول، مقابل طرح جملة توصيفات تجعل المرشح الذي تسعى إليه اقرب الى خطها ومن ضمن تحالفاتها، ما يطرح اكثر من تساؤل وشك، عن جدوى اي حوار، اذا كان مشروطا بفرض الاتفاق على مرشح من تحالف الحزب وخطه السياسي مسبقا.
وهكذا دواليك، يستمر حزب الله بادخال عملية انتخاب رئيس الجمهورية بدوامة التعطيل، التي انتهجها منذ خروج جيش الوصاية السورية من لبنان، لسد كل المنافذ امام خصومه وارغامهم تحت ضغط الفراغ الرئاسي، لانتخاب رئيس، ممن يراه، منضويا في سياسته ومنصاعاً لشروطه ومطالبه المعروفة، بالتغاضي عن تجاوزاته، ومصادرته لقرار الدولة وسلطتها، واستباحة المؤسسات، وابقاء سلاحه غير الشرعي، متفلتا من دون حسيب او رقيب.
تحت هذه العناوين الممجوجة، يبقي لبنان بلا رئيس للجمهورية، بينما الحديث يدور همسا عن ان اطالة الفراغ الرئاسي خارج التوقعات، قد يؤدي إلى تبدلات اقليمية اودولية، وحتى محلية، تتيح للحزب وحلفائه بفرض معادلة تبديل موازين القوى بالمجلس النيابي، وتسفر عن انتخاب الرئيس الذي يدور بفلك الحزب ويحقق اهدافه. بينما يذهب البعض الآخر إلى أبعد من ذلك، باعتبار ان ابقاء لبنان اطول مدة بدون رئيس جمهورية، من شأنه ان يبدل نظرة الخارج وسياساته بالتعاطي مع الشأن اللبناني، وقد يدفع به إلى انتهاج سياسات اكثر مرونة من قبل، ماينتج عنها الى رفع العقوبات المفروضة على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالفساد جراء ارتكاباته بقطاع الكهرباء، مايتيح له الترشح للانتخابات الرئاسية ومزاحمة المرشحين الرئاسيين الحاليين.

من الصعب فوز أي مرشح بالرئاسة ما لم يحظَ برضى وتأييد الدول العربية والخليجية تحديداً

تبقى مثل هذه السيناريوهات والتوقعات بمثابة حسابات من الصعب أن تتحقق في ظل التبدلات المتسارعة بالمنطقة والعالم، وهي بمثابة اضاعة المزيد من الوقت بلا طائل، والضرر يتراكم على لبنان واللبنانيين، في حين ان رهان حزب الله وحلفائه على استنساخ انتخاب رئيس جديد للجمهورية على قياسهم في هذه الظروف، وشبيه بالرئيس السابق ميشال عون، يعني بقاء لبنان منبوذا ومعزولا عن العالم العربي والدولي، بينما الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها، ستزداد حدة وصعوبة.
من الواضح أن الظروف الحالية تبدلت عن السابق، وأي مرشح رئاسي، لا يحظى برضى وتاييد من الدول الشقيقة وتحديدا الخليجية منها، وعلاقاته جيدة مع الغرب وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، ستكون حظوظ فوزه بالرئاسة صعبة.