بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 تموز 2018 06:05ص المرعبي لـ«اللواء»: المبادرة الروسية لعودة السوريّين إلى أماكن سكنهم

يعني ان التغيير الديموغرافي لنظام الأسد في سوريا فشل

حجم الخط
اكد وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي ان المبادرة الروسية الأخيرة بشأن إنشاء مركز لتنسيق عودة اللاجئين السوريين جيدة جدا، معتبرا انها تضمن امن وامان الاخوة السوريين في حال عودتهم الى بلادهم، حيث يمكننا ان نطمئن انه لن يحصل عليهم اي ضغط بأي شكل كان، وذلك بضمانة من اكبر دولتين عالميتين هما الولايات المتحدة وروسيا. 
ولفت في حديث لـ«اللواء» الى ان المهم ما سمعناه من الجانب الروسي حول عودة السوريين الى مكان سكنهم، مما يعني ان التغيير الديموغرافي الذي كان يحاول بشار الاسد القيام به مع النظام الايراني قد فشل في حال عودتهم الى اماكن سكنهم الطبيعية، ونحن كنا دائما نأمل انتهاء الازمة والمأساة السورية لانه لا يمكن القبول بان يتشرد الشعب السوري بشتى انحاء الارض، فهذا امر غير مقبول بأي شكل من الاشكال خصوصا انه لا يمكن ان يتم حل المأساة بإقامة حشد شعبي. واعتبر المرعبي ان ما يحاول القيام به «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» من خطة هو تفشيل لموضوع عودة طوعية امنة وكريمة للاخوة السوريين.
وشدد المرعبي على ان المبادرة الروسية نعتبرها ايجابية جدا، من خلال تلبيتها مطلب السوريين، وقال: «نحن في الاساس كنا ننتظر ان يأخذ مجلس الامن قرار في هذا الموضوع، من خلال اعلانه انتهاء الحرب في سوريا، ووضع ضمانات معينة في هذا الخصوص، وقد اتت هذه المبادرة من اكبر دولتين».
وحول تفاصيل المبادرة رأى وزير شؤون النازحين ان الوفد الروسي سيطلع الجانب اللبناني اليوم من خلال اللقاءات التي سيعقدها مع المسؤولين اللبنانيين على تفاصيل المبادرة، خصوصا ان الموضوع لا يزال في بداياته، ولكننا نأمل بنتائج جيدة، اي انتهاء المأساة بعودة السوريين الى ديارهم بضمانة دولية ومن غير تهديدات ارهابية وهذا امر جيد جدا.
وعن عدد النازحين السوريين الحالي في لبنان يكشف المرعبي ان العدد المسجل رسميا اصبح حاليا اقل بقليل من مليون نازح، مشيرا الى ان لا احصاءات رسمية دقيقة لاعداد النازحين غير المسجلين، عازيا السبب لتصرفات وزير الخارجية جبران باسيل حول اعتراضه على عملية تسجيل السوريين منذ نهاية العام 2014، لذلك ليس لدينا معلومات دقيقة حول الرقم النهائي لاعدادهم في لبنان.
وعن كيفية طلب النازحين العودة الى سوريا يقول المرعبي: يستطيع النازح السوري المسجل بشكل رسمي الطلب من مفوضية اللاجئين العودة الى بلاده، متمنيا ان تكون هناك رعاية ومتابعة مباشرة من المفوضية للموضوع لزيادة الاطمئنان لدى النازحين، ويشير الى ان لكل سوري الحق بالطلب بعودته الى ارضه وليس لاحد الحق حتى الدولة السورية او النظام السوري او ايا كان اغتصاب حقه الطبيعي هذا.
ولفت الى انه طالما هناك ضمانات روسية اميركية يعني ان هناك شيئا ايجابيا بالنسبة لهذه المبادرة، مشيرا الى انه ليس للنظام السوري الحق برفض عودة اي سوري الى ارضه، وقال: نحن ساهمنا وساعدنا مرات عدة لعودتهم عندما كانت هناك اماكن امنة، وكذلك تدخلنا مرات عدة لدى الامن العام لاعفاء السوريين من الرسوم المتوجبة عليهم من اجل السماح لهم بالعودة الى ديارهم، في الوقت الذي كان الوزير جبران باسيل وفريقه يعارض الامر.
اضاف: كان لدينا قرابة 50 الف ولادة حديثة لا يملكون اي قيود رسمية، لانه لم يتم تسجيلهم وكان من الممكن ان يصبحوا مكتومي القيد، وبالتالي لا يستطيعون الخروج من لبنان او الدخول الى سوريا لان ليس لديهم اوراق ثبوتية. ولكن الرئيس سعد الحريري كان صاحب المبادرة الاولى في موضوع تسجيل الاطفال وهو الذي كان يردد دائما بان عودة السوريين بشكل طوعي وبطريقة كريمة امنة لا تتم الا بعد حل المسائل الموجودة في سوريا اي ايقاف الحرب بضمانة دولية ورعاية اممية، كما أن الرئيس الحريري سبق أن أثار موضوع عودة السوريين مع الرئيس فلاديمير بوتين وطلب منه المساعدة، وقد رد الرئيس بوتين مشكورا بشكل إيجابي. والرئيس المكلف يشجع أية خطوات في هذا السياق. ولكن لا نستطيع ان نكفل حياة الاخوة السوريين بأي شكل من الاشكال كدولة لبنانية، لذلك علينا أن نتكل على الامم المتحدة ومفوضية اللاجئين من خلال عملها والدعم الدولي التي تتلاقاه من اجل القيام بعملها في هذا المجال، ونأمل خيرا في أن تتكلل هذه الخطوات بالنجاح.
واشار المرعبي الى انه سبق واعلن ان الشعب السوري سيسبق كل المبادرات والجهات بالعودة الى سوريا بمجرد انتهاء الحرب ويتمكن بالعيش بالامن وسلام في سوريا، لافتا الى انه كان توقع في الخريف الماضي 2017 ان ما بين شهري تموز وحزيران سيكون هناك قوافل العودة الى سوريا، نتيجة بدء تفاهمات بين القوتين العظميين في ضوء تخفيض التصعيد.
ولفت الى ان المبادرة اظهرت اننا نحن الذين كنا سباقين في هذا الموضوع، كاشفا ان اعداد النازحين السوريين في لبنان هو اكثر من عددهم في الاردن. نافيا ان يكون لدى لبنان توقعات عن اعداد محددة للسوريين الذين يريدون العودة، متمنيا ان يعودوا جميعا الى بلادهم، لمشيرا الى جهوزية لبنان لتقديم كل جهد لتسريع هذه العملية بكل الامكانيات المطلوبة، مشددا على ان كل الشعب اللبناني متحد من اجل العمل من اجل تخفيف المعاناة عن الشعب السوري.