بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 نيسان 2020 12:02ص المصارف أيضاً وأيضاً... وأيضاً!

حجم الخط
مهما قلنا عن المصارف وأسهبنا، وأعدنا القول والتكرار، فلن نتمكن من الإحاطة ووصف واقع أكبر سرقة وخديعة في تاريخ لبنان طالت 2.774.014 مودعاً، وحشرتهم في موضع لا يُحسدون عليه ولا يجدون منه مخرجاً!!!

طبعاً أنا لا أُبرِّئ دور السُلطة الفاسدة الجائرة، ولا دور وتآمر مصرف لبنان، ولكنني كمودع متعاقد مع المصرف اعتبر أنه مسؤول قانونياً تجاهي مباشرة. اما الدولة ومصرف لبنان ومنظومة الفساد فلم يكونوا طرفاً في هذا العقد، وإن كانوا متواطئين مع المصارف!

ضربني وبكى وسبقني واشتكى

غرّد رئيس جمعية المصارف سليم صفير، لا فضّ فوه، عبر «تويتر» بتاريخ 18-4-2020: الـ«haircut» لن يُنتسى لسنوات وهو يعني تجميد لبنان لحين ينساه المستثمرون. وأضاف: ثروة اللبنانيين إذا تبخرت لن نستطيع تعويضها، فالفرص الماضية في المنطقة لم تعد متاحة! 

لاحظوا استخدام كلمة «إذا» وكأن الأموال لم تتبخر كما أكد رئيس الحكومة حسان دياب في دردشة مع الصحافيين بتاريخ 17-4-2020، حيث بدا لافتاً قوله: كلنا نعرف البير وغطاه، فالأموال تبخرت قبل أشهر وقبل وصولنا إلى الحكم، ولم تخرج كل الأموال خارج البلد!

كما نشرت جمعية المصارف إعلاناً، على صفحتين متقابلتين في الصحف، وفي مختلف وسائل الاعلام، تحت عنوان «عن القرش الأبيض في اليوم الأسود»، حاولتْ فيه تبييض صفحتها ومصارحة المودعين وطمأنتهم على ودائعهم، والاعتذار عن سوء تصرفها معهم، وعن سوء إدارة اموالهم!! لكن هيهات يا ريس سليم ان تستعيد بكلمات معسولة ثقة بُنيت على مدى قرن وهُدرت بوقاحة خلال شهر!

ولم يفوتها بالطبع إلقاء اللوم على السلطة السياسية والآخرين! وان تقترح، نعم تقترح، حلاً مبنياً على اصلاح الدولة والسلطة السياسيّة اولاً... أي «عيش يا كديش تا ينبُت الحشيش»، وليس الحشيشة!!

المصارف في دائرة الاتهام 

هرّب أصحاب المصارف أموالهم الشخصية، وتواطأوا على تهريب أموال السياسيين والنافذين قبل 17 تشرين الأول، وبعده، ولا يزالون. بينما امتنعوا عن تحويل الأموال لاستيراد الأغذية والأدوية ومستلزمات المستشفيات والمصانع والمزارع، فأوصلوا البلد إلى حدّ الانهيار وإلى أخطر أزمة اقتصادية مصيرية تواجهه، وفعلتهم هذه تُقارب الخيانة الوطنيّة.

ووصلوا في غيّهم إلى حدّ تجويع الناس وتعريض المرضى إلى خطر الموت، وفعلتهم هذه تُقارب القتل المتعمّد.

وعرّضوا فلذات أكبادنا الذين يدرسون في الخارج الى التشرد والجوع والخطر حين حالوا بين الأهالي وبين إرسال الأموال إليهم.

وحالوا بين المغتربين والوصول إلى أموالهم في أحلك ظروف الاغتراب في زمن كورونا!

وتابعوا مشوار فجورهم وغيّهم حين تلاعبوا بمفاهيم الأموال الجديدة Fresh Money لوضع اليد على المزيد من الأموال، والتآمر مع الصيارفة للتلاعب بسعر الدولار وخلق سوق سوداء.

بُخل المصارف 

اتحفتنا جمعية المصارف (63 مصرفاً وأكثر من 1100 فرع) بـ«همروجة» إعلاميّة متلفزة، من مقر رئاسة مجلس الوزراء، بأنها قررت التبرع بمبلغ ستة ملايين دولار لمكافحة فيروس كورونا في لبنان! 

للتذكير، في عام 2017، تبرعت جمعية المصارف للجيش بمبلغ 15 مليار ليرة لبنانية لسدّ النقص في العدّة والعتاد والتجهيزات، وهو العام ذاته حيث استفادت من «الهندسة المالية» التي ادت إلى حصولها تلقائياً وبدون جهد يُذكر على أرباح استثنائية تجاوزت الـ4.2 مليارات دولار، شكّلت ضُعفيْ أرباحها السنوية!

عنوان واحد

مُتعللة بحملة التباعد الاجتماعي بسبب وباء كورونا، أعلنت المصارف إقفال أبوابها في وجه المودعين (وربما إلى الأبد)! بينما في حقيقة الأمر انها تُطبّق المثل الشعبي «بعيد عن الشرّ وغنيلو»...  وفهمكم كفاية!

للخِسَّة والدناءة وانعدام الأمانة واللصوصيّة والنذالة والعُهر والتعسّف والبُخل والفجور، عنوان واحد: مصارف لبنان!