بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2022 03:24م المعارضة تنتقد "توزيع الأدوار" بين "العوني" و"حزب الله" :

ما يجمع شركاء التعطيل أكثر مما يفرقهما

حجم الخط
كانت رسالة "التيار الوطني الحر" لحليفه "حزب الله" في جلسة الانتخابات الرئاسية التاسعة، اليوم، واضحة من خلال تساوي الأصوات التي حصل عليها مرشح المعارضة النائب ميشال معوض مع عدد الأوراق البيضاء التي دأب نواب "الثنائي" و"العوني" على الاقتراع بها منذ أول جلسة انتخاب رئاسية . بعدما وضع عدد من نواب "لبنان القوي" اسمي "ميشال" و"معوض" في صندوقة الاقتراع، في إشارة تعكس استياء "الوطني الحر" من أداء الحزب تجاه شريكه في "تفاهم مار مخايل"، وتحديداً في الملف الرئاسي بالدرجة الأولى، وفي ما يتصل بجلسة حكومة تصريف الأعمال الأخيرة 

وإذا كان الاختلاف في وجهات النظر حيال العديد من الملفات السياسية، قد ظهر إلى العلن بين الطرفين، من خلال الردود والبيانات الإعلامية، والتي صدرت للمرة الأولى منذ التوقيع على تفاهمهما في ال2006، إلا أن مصادر معارضة بارزة، تعتبر أن "كل ما يجري بين هذين الطرفين، مجرد توزيع أدوار، لا أكثر ولا أقل، لحاجة الواحد للآخر . وبالتالي فإن كل ما يحكى عن اختلاف أو خلاف بين الحزب و"العوني"، مسرحية لم تعد تنطلي على أحد"، مشيرة لموقع "اللواء"إلى أن "الطرفين شريكان في التعطيل، وهما يتحملا مسؤولية حصول الشغور الرئاسي . ولا يظنن أحد أن إمكانية الطلاق يمكن أن تكون واردة في علاقة هذين الحليفين" .

وتؤكد المصادر أن "رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يوجه الانتقادات العلنية لحزب الله، بالطالع والنازل، لاستثارة عصبية جمهوره، فيما هو لا يزال على تواصله الدائم في السر مع حليفه الشيعي، في إطار حرصه على الحصول على دعمه للانتخابات الرئاسية في مرحلة لاحقة، وإن كان الحزب ووفق ما بات معروفاً، يدعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، لكن دون أن يقطع الخطوط مع رئيس "العوني"، لأنه يضع في اعتباره كافة الاحتمالات"، مشددة على أن "حزب الله ليس من مصلحته هو الآخر، إغضاب باسيل وكسر الجرة مع التيار الوطني الحر، لأنه ما زال بحاجة إلى حليفه المسيحي، في إطار مشروعه السياسي القائم في لبنان" .

  وتوقعت المصادر، أن "يهدأ هذا الضجيج المفتعل بين الطرفين، وبما يعيد الأمور إلى نصابها، لأن ما يجمع شركاء التعطيل أكثر مما يفرقهما، طالما أن أهدافهما السياسية ما زالت هي نفسها، في إطار السعي لانتخاب رئيس للجمهورية، لا يختلف كثيراً عن صورة العهد السابق الذي مكن حزب الله من الإمساك بقرار البلد . ولهذا فإن الحزب لن يتوانى عن الاستمرار في النهج نفسه، من خلال السعي لفرض رئيس وفق خط الرئيس ميشال عون الذي قدم لحليفه، ما لم يقدمه أي رئيس آخر . وبالتالي فإن دعم حزب الله لفرنجية، لن يكون على حساب باسيل، وإنما برضاه في حال كانت الأبواب مغلقة أمام لأخير للوصول إلى قصر بعبدا".

وتستبعد المصادر، أن "يقود الحوار الذي قد يطلقه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى النتيجة المرجوة التي تقود، لتعبيد الطريق أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لأن الأطراف لن تتخلى عن برنامجها الرئاسي، بمعنى أنها ستبقى متمسكة بخياراتها، الأمر الذي سيفرض في مرحلة لاحقة، تدخل الخارج لفرض رئيس جديد، بغطاء عربي ودولي، توازياً مع المشاورات السعودية الفرنسية الجارية على هذا الصعيد" .