في خضم الانتفاضة اللبنانية المباركة السلمية والحضارية بكل المقاييس والتي من عناوين مطالبها القضاء على الفساد والفاسدين واسترجاع المال المنهوب، وخلال الاحداث التي رافقت الانتفاضة في كثير من فاحاتها والتي يشتم منها وجود طوابير لمحاولة اجهاضها باستعمال شتى الوسائل، بما فيها اطلاق الرصاص حيث غادرنا بعض الشهداء الى دنيا البقاء بسبب ذلك، كما رافقها استغلال واستهداف الاوادم في الادارة وخارجها وقذفهم بشتى التهم لتشويه سيرتهم لمنعهم من الوصول لتبؤ مواقع في السلطة التشريعية والتنفيذية لاحقاً كي تسنح الفرصة للجهلة وذوي الاخلاق السيئة وفاقدي الدين وحسن الخلق افساحاً في المجال لتوريدهم الى الادارة اللبنانية مستقبلاً لتكوين مجموعة فاسدين جدد للاستيلاء على ما تبقى من ثروة الامة.
آخر هذه التلفيقات والمزاعم والتهم والافتراءات ما تم اشاعته على الدكتور المهندس فادي قمير المدير العام للموارد المائية والكهربائية، حيث لم يتقبل هذا الخبر اي لبناني شريف يميز بين الحقيقة والافتراء والتلفيق، ولمن يعرف جيداً من هو هذا الاكاديمي الرائد من رواد الفكر والعلم والثقافة الذي دفعه حبه الشديد لوطنه بالعودة الى لبنان عام 1993، حيث وضع نصب عينيه المحافظة على مياه لبنان، فوضع الخطة الخمسية التي ادت الى تأهيل مشاريع الري من البقاع الى الجنوب، وكلف من معالي وزير الخارجية فارس بويز بتولي ملف المفاوضات حول المياه الدولية المشتركة، وكان هدفه من كل ذلك المحافظة على ثروة لبنان المائية والعمل على استثمارها للنهوض لقطاعي المياه والكهرباء بغية اعادة النمط المؤسساتي في النهج والاداء.
الدكتور قمير نال شهادة ديبلوماسي – مهندس موارد مائية وبالتالي فإنه اول لبناني ينال هذه الجائزة على اساس معايير تتعلق بالعمل التقني والمعرفة المتخصصة والكفاءة والاخلاقيات.
هذه الهامة الكبيرة ومثلها قليل، لبنان بحاجة اليهم ولا يجوز التفريط بهم وبسمعتهم وبكفاءتهم، كي نملك القدرة والقوة على الاصلاح والتغيير لمستقبل افضل بجيش من الاداريين والتكنوقراط الكفؤيين والاوفياء لوطنهم المؤمنين بدور لبنان الرسالة لبنائه على اساس المواطنة والمساواة والعدالة.
* الأمين العام السابق لـ«اتحاد المحامين العرب».