بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 تشرين الثاني 2021 12:01ص الناس ... قضيتي

حجم الخط
كتبتُ مقالاً في صحيفة اللواء بتاريخ 3-11-2015، وأعدتُ نشره بتاريخ 5-11-2018، وها أنا أعيد نشره مرّة أخرى دون أي إضافة او نقصان!

كتبتُ عن معاناةِ الناس في كل مِرفقٍ ومكان، وفي كل مفصلٍ وموضع، وفي كل حاجةٍ ومطلبٍ وقضية.

كتبتُ عن إصابتنا في عروبتنا وإسلامنا ووطنيتنا وإنسانيتنا وأخلاقنا، وعن إصابتنا ومُصيبتنا بداءِ الطائفية والمذهبية والمناطقية والعشائرية والتعصُّب والأنانيّة والفساد.

كتبتُ عن انقراضِ الرجالِ الأشداءِ في الحق، واختفاءِ أصحابِ المواقفِ والمبادئ، وعن الانحطاطِ الحاصلِ في لُغةِ التخاطُبِ والتعاطي السياسيّ.

وكتبتُ عن المُقيمين والمُغتربين، عن الرجالِ والنساء، عن الكبارِ والصِغار ...

كتبتُ عن «وجع الناس» الذي أصبحَ ورماً، ثم أضحى دِملاً ... وعن الدملِ الذي تقرَّح وأخذَ ينزِفُ جُرحاً وصَديداً ...

كتبتُ عن قلقِ الناسِ وحيرتهم ومتاعبهم وعذاباتهم وآلامهم ... عن هؤلاء الذين يشعرون بالقرفِ واليأسِ والإحباط ِبعد أن هجرتهم الكرامة وراحة البال، وغادَرهم الرخاءُ والاستقرارُ والأمانُ والأملُ والسرور منذ عقودٍ طويلة.

نبضُ الناس مؤشرٌ خطير، إن لم يُستدرك يُصبح فتيلاً للانفجار الواسع الكبير، وهو آتٍ وواقع لا محالة إن لم يَستنهضُ القلائلَ من المُنقذين الصادقين هِمم الناس المُتضررين المنكوبين من هذه الأوضاع الشاذة.

كتبتُ عن الناس، عن وجعهم وجرحهم ومعاناتهم ونبضهم ... ولم أكن الوحيد الذي حاول جاهداً أن يستفزّهم ويحثّهم على الانتفاض والثورة ومحاولة التغيير والتمرد على واقعنا المُزري ... لكن الناس قالوا كلمتهم الحاسمة، وأعادوا إلى السلطة (وبقوّة) طُغمة المُتكالبين النهّاشين المُمسكين برقاب الوطن، المُغتصبين المُتسلّطين علينا وعلى عوائلنا وأهلنا!!

اللهُم إن اليأسَ يكادُ يتملّكُني فاعذُرني وسامحني ... اللهُم لا حولَ ولا قوّةَ إلا بِك ... اللهُم اشهدْ أنّي بَلَّغت.