بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الأول 2021 12:02ص الوحدة والعزلة ونتائجهما المدمرة

حجم الخط
نشر موقع The Conversation دراسة علمية أفادت أنّ العزلة تضاعف من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل أمراض القلب والأوعية الدمويّة والخرف والإكتئاب. وبحسب ملخّص الدراسة أشار باحثون إلى أنّ الوحدة والعزلة الاجتماعية تفضيان إلى مضاعفات صحيَّة، لأنهما تزيدان من فرص الإصابة بالأنواع المختلفة من الإلتهابات. تحدث الإلتهاب لعدّة أسباب منها، عندما تتعرّض لضغط نفسي أو اجتماعي. ويوجد احتمال جرح أصبعك دون انتباه، أو الإصابة بالإلتهابات لمدة طويلة. ويعتقد الباحثون أنّ الوحدة والعزلة الاجتماعية يرتبطان بهذه الإلتهابات طويلة المدة. في هذه الدراسة، أراد الباحثون أن يعرفوا إن كانت الوحدة والعزلة الاجتماعية لهما صلة بالإلتهابات طويلة المدى، من هنا يقول مؤلّفو الدراسة، بحثنا في كل الدراسات المنشورة التي اهتمّت بالوحدة مع الإلتهاب او العزلة الإجتماعية مع الإلتهاب. وقد وجدنا 14 دراسة تناولت موضوع الوحدة و16 دراسة تناولت موضوع العزلة الاجتماعية.

إنّ الأشخاص الذين يميلون إلى الإنعزال عن المجتمع يعانون من مستويات مرتفعة لنوعين من المواد الكيميائية المنشطة للإلتهابات وهما بروتيين سي التفاعلي وفيرينوجين. إذ تستخدم الأول مؤشراً على الإصابة بالإلتهابات والمستويات المرتفعة المرتبطة بتدنّي الحالة الصحيّة. أما الثاني فيزيد من فرص وإمكانيات التعرّض للجلطات الدموية بجانب ارتفاع نسبته عند تعرّض البشر للأذى أو الصدمة. لذا يسفر التعرّض لمستويات مرتفعة من تلك المسببات للإلتهاب إلى خطر تدهور الحالة الصحيّة مع مرور الوقت. توجد أسباب متعدّدة وراء إمكانية وجود ارتباط بين الإصابة بمستويات الإلتهاب المرتفعة وبين العزلة الاجتماعية، على أن تكون الإلتهابات نتيجة للعزلة الاجتماعية. ومما لا شك فيه أنّ التطوّر البشري قد حوّلنا لكائنات اجتماعية، لذلك من المحتمل أن يكون الانعزال عن المجتمع محصوراً للضغط النفسي، الذي قد يؤدي بدوره إلى تأثير مباشر على الجهاز المناعي للإنسان.

ومن المحتمل أيضاً أن تؤدي الإصابة بالإلتهابات الى العزلة الاجتماعية. فإمكانية أن يعتري المرض المصابين بمستويات عالية من الإلتهابات شعور كبير بعدم الرغبة في الاندماج مع الآخرين. وقد يرجع هذا أيضاً الى التطوّر البشري الذي قد يدفعنا الى أن نرغب في أن نعزل أنفسنا عن البشر مخافة نقل العدوى مباشرةً اليهم. ولم يكن الدليل الذي يربط بين الوحدة والإلتهابات على الدرجة الكافية من الإقناع، لكننا وجدنا فيما بعد بعض الأدلة التي تربط بين الشعور بالوحدة ومادة كيميائية مسبّبة للإلتهاب انترلوكين 6. إلى ذلك قد تسبّب الوحدة تغيرات في أجسامنا استجابة للضغط النفسي، وقد أوضحت الدراسة أنّ الأشخاص الذين اعترتهم الوحدة تكون لديهم استجابة التهابيّة أفضل تجاه الضغط النفسي. ومن أجل الوصول الى تفسير مقنع أكثر لكيفية تأثير الوحدة والعزلة الاجتماعية على الصحة، يقول الباحثون بأنهم سيحتاجون الى فحص عدد من عوامل الخطر البيولوجية والنفسية والاجتماعية مثل ضغط الدم والصحة العقلية والدخل والدعم الاجتماعي، على اعتبار أنّ جميعها له صلة بارتفاع نسبة الإصابة بالالتهابات.