بيروت - لبنان

اخر الأخبار

31 أيار 2022 12:03ص انتبهوا يا عرب... العراق عاد

حجم الخط
إقرا تفرح، فكّر تُعدّ ثائرا، وتعدّ إليك حمية الثورة والثوار وتظهر أمامك المبادئ السامية والثابتة لأمة العرب بعد ركنها بعيدا وفجأة يذهب عقلك وتفكيرك ووجدانك إلى فلسطين، إلى القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وتفيق أيها العربي من عالم التخدير، واللامبالاة والنسيان لوجودك كإنسان وكمواطن ومنهم من نسي ربه، نسوا الله فأنساهم أنفسهم وأولئك هم الفاسقون.
أصدر مجلس النواب العراقي يوم الخميس ٢٥ أيار الحالي ٢٠٢٢ بإجماع الحاضرين قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل وإنزال أشدّ العقوبات التي تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد ومنع إقامة أية علاقات دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية أو أي شكل أخر من العلاقة معه أو الانتساب والعمل أو قبول المساعدة من أي جهة إسرائيلية ومنع الترويج لأي فكرة أو أيديولوجيا تابعة لها وتطال العقوبات كل من سافر إليها وكل من زار إحدى سفاراتها أو مؤسساتها في دول العالم كافة أو اتصل بأي منها، وكان رئيس المجلس النيابي قد اعترض على ذكر اسم دولة إسرائيل في البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد بالقاهرة الاسبوع الماضي وطالب باستبدالها بالكيان الإسرائيلي المحتل.
وتشير المعلومات الواردة من العراق النشامى أن لديه قانونا يعود إلى حقبة النظام السابق يعاقب على التعامل مع إسرائيل بالإعدام ولكل من حبّذ أو روّج مبادرة صهيونية بما في ذلك الماسونية أو انتسب إلى أي من مؤسساتها أو ساعدها ماديا أو أدبيا أو عمل بأي كيفية كانت لتحقيق أغراضها.
أن هذا الموقف العراقي الشجاع والمبدئي والعربي والإيماني هو أولا برسم النظم العربية ألمطبّعة مع الكيان الصهيوني بأكثر مما هو متوقع من الصهاينة المحتلين وبرسم جامعة الدول العربية الصامتة دوما على ما ترتكبه إسرائيل بحق فلسطين والفلسطينيين والدول العربية وكأنها جامعة لدول أخرى غير عربية وخلافا لمصالح الأمة وأمنها القومي وحفظ مقدساتها الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعموم فلسطين مطالبين وبإلحاح وآملين من النظم العربية، الاقتداء بهذا الموقف، وإقرار قانون مماثل ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله وألوانه.
لقد أعاد العراق بهذا القانون الرائع تصويب المسار والمصير نحو قضية العرب الأولى والمركزية وهي القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين، وفلسطين العربية أرض أنبياء الله وأعاد دوره المحوري في الصراع العربي - الصهيوني وتحرير فلسطين, لقد أحدث إصدار هذا القانون إزعاجا واستنفارا شديدين لدى أميركا وبعض حلفائها ومنهم بريطانيا التي تسببت بهذه الجريمة البربرية الاستعمارية وزرع إسرائيل في بلاد العرب فلسطين بوعد بلفور المشؤوم حيث أعطى من لا يملك حقا لمن لا يستحق وأوجدت لهم كيانا مصطنعا استيطانيا غاصبا ودويلة مارقة وعنصرية بامتياز وجمعت لهم مستوطنين من دول العالم وكانت أميركا تمارس ضغوطا وما زالت على دول وقيادات عربية وعراقية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل المحتلة وتسويق الكيان الغاصب وهذا هو الذي ساق المتهاونين من بعض المسؤولين العرب إلى التطبيع ومن المؤسف أن أميركا وبعض الغرب لا يتحركون البتة تجاه جرائم إسرائيل والمجازر التي ارتكبتها بحق فلسطين والفلسطينيين ومصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات للرعاع من جنسيات متعددة وهدم البيوت وحرق المزارع وقطع الأشجار وقتل الفلسطينيين من كل الأعمار وفتح السجون والزنزانات والاعتقالات مع أقسى انواع التعذيب ودون أية مساءلة لإسرائيل عن جرائمها المستمرة على فلسطين والفلسطينيين.
لكن هذا الزمن الصهيوني قد ولّى وقام المارد العربي من جديد لاسترداد حقوقه واسترداد فلسطين كل فلسطين من البحر الى النهر، ولعلّ الدروس التى تلقّتها بحرب تشرين العام ١٩٧٣ والمقاومة البطولية للشعب الفلسطيني داخل فلسطين المحتله والانتفاضات الشعبية وانتصار معركة سيف القدس العام الماضي وانتصار المقاومة اللبنانية بتحرير أراضي الجنوب اللبناني وطرد إسرائيل المهزومة في أيار العام 2006 تحت وطأة ضربات مقاومة حزب الله والحلفاء والجيش اللبناني ومقاومة الشعب الباسلة كل ذلك جعل من معركة التحرير واسترداد الوطن الفلسطيني إلى أمته العربية أقرب إليها من حبل الوريد فالاغتصاب والاحتلال الاستيطان هو الباطل والتحرير وإستعادة الحقوق العربية بفلسطين هو الحق مصداقا لقوله الله تعالى {قلْ جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}, ونذكّر ألمطبّعين العرب بالآية القرآنية الكريمة من سورة المائدة ٨٢/ {لتجدن أشدّ الناس عداوة للذين أمنوا اليهود}. وهل بعد هذا يقوم تطبيع مع هذا الكيان الغاصب؟!
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. وألف تحية واحترام لأعضاء ورئيس مجلس النواب العراقي بقانونه المجيد.