بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 كانون الأول 2022 12:00ص باسيل «فشَّ خلقه» وحزب الله: لا تعليق!

حجم الخط
يلتزم حزب الله الصمت المطبق في مسألة التباين المستجد بينه وبين التيار الحر... يكتفي مسؤولون في حزب الله بعبارة «لا تعليق» ردا على أي سؤال حول المواقف التصعيدية التي أطلقها باسيل ردّا على مشاركة وزراء الحزب في جلسة مجلس الوزراء التي عقدت خصيصا لمعالجة هموم الناس وأوجاعهم ومشاكلهم بعيدا عن التفكير الشعبوي والطائفي الذي أراده باسيل من وراء تصعيده ضد حليفه الوفي «حزب الله».
من شيم حزب الله التي يعرفها باسيل جيدا انه يترفع عن الصغائر ولا يستدرج الى أي خلاف وتراشق إعلامي مع أي فريق، فكيف إذا كان هذا الفريق من التزم الحزب معه وحدة المسار الاستراتيجي منذ وقّع معه تفاهم مار مخايل، وضمن هذا المسار، ما زال الحزب حريصا على مراعاة حليفه الى حد «التزام الصمت» كرسالة مدوية وقعها أقوى من وقع الفوضى المؤقتة التي احدثتها عبارات باسيل، وربما بات جائزا السؤال هنا ردّا على من يفكر بموقف باسيل من ترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية:
- هل أعلن فرنجية عن ترشحه للرئاسة الأولى، وهل رشح حزب الله فرنجية علنا أو طلب من أي طرف تأييده؟؟؟
نقطة على أول السطر...
لا نكشف سرا إذا قلنا ان حزب الله ليس من النوع الذي يغدر بحلفائه أو ينكث بوعوده... منذ ٢٠٠٦، التزم الحزب لغة واحدة مع التيار الحر، أوقف حكومات لتوزير باسيل وتحدّى كل العالم من أجل تعزيز موقعه النيابي والسياسي والاجتماعي، وعطّل رئاسة الجمهورية سنتين ونصف لإيصال عمه ميشال عون... طبعا لا ينتظر الحزب من باسيل أو من غيره ردّا لأي معروف، فالتزامه بوثيقة مار مخايل كان وما زال التزاما غير قابل للتشكيك، وبالتالي فان ما جمع الحزب بمؤسس التيار ميشال عون وبخليفته جبران باسيل أكبر من مجرد مواقف أطلقها باسيل في لحظة توتر وانفعال وتحشيد شعبي، وإذا أردنا تلخيص الموقف فنقول ان «كلام باسيل كان له طابع شعبوي دون مردود سياسي على الأرض، ولن يغيّر شيئا في التحالف الاستراتيجي مع حزب الله»، وعلى حد تعبير قيادي بارز في الصف الأول في ٨ آذار فان التباين بين حزب الله والتيار لن يصل الى مرحلة فك التحالف بينهما، ويستعير القيادي هنا تشبيها معناه «ان القادر على فك التحالف لن يفكه»...
ومن قبيل وضع الأمور في نصابها، يقول القيادي ان الأزمة بين الحزب والتيار عابرة مثل سابقاتها، سبق ان مرّت العلاقة بين الطرفين بأسوأ مما يحصل اليوم، فالتفاهم بينهما هو على الاستراتيجيات في حين ان معالجة المسائل الخلافية الحكومية أو النيابية هي رهن ساعتها ولكل طرف حرية اتخاذ الموقف الذي يراه مناسبا.
وبالتالي فان كلام باسيل لا معنى له، وإذا أردنا تبسيط الموضوع فنقول ان المواقف التصعيدية المتسرعة لباسيل مجرد زوبعة في فنجان، ولنعتبر ان التباين بين الطرفين وقف هنا عند حدود مشاركة الحزب في جلسة مصيرية وحياتية بامتياز مقابل رد شعبوي ومتسرع من قبل باسيل، وفي كلام حاسم، جزم القيادي ان الأمور ستعود الى ما كانت عليه سابقا، والهزّة التي تعرّض لها التفاهم بين الطرفين هي «غيمة صيف عابرة».