أرشيف المقالات

كان لافتاً للنظر المسعى الذي أطلقه النائب نبيل بدر حول استحقاق رئاسة الجمهورية بمقدار المفاجأة التي شكلتها مبادرته في ظل الانسداد الكبير في أفق العملية الرئاسية داخلياً وخارجياً.

كثيرة الأسئلة التي طُرحت حول المبادرة ومن يقف وراءها ومن سيؤيدها وطبعاً حول ما إذا كان ثمة دلالات خارجية لها أو إيحاءات من الإقليم.

لكن بدر في حديث لـ"اللواء" ينفي أي إيعاز خارجي للمبادرة التي أطلقها بتأييد من عشرة نواب يقترعون في انتخابات رئاسة الجمهورية في المجلس النيابي بـ"لبنان الجديد".

هو يؤكد أن الوقت حان في ظل الأزمة في البلد لتحريك المياه الراكدة، مشيرا الى "أننا ما زلنا في مكاننا منذ فترة والسيناريو يكرر نفسه". يضيف: رأينا المحاولة لإمكانية اجتراح صيغة تستطيع تأمين التوازن من جهة بين اللا غالب واللا مغلوب مُخرجين الورقة البيضاء التي باتت بلا معنى من السباق، ومن جهة ثانية البحث عن مرشح يمكنه الحصول على 65 صوتاً مع المعارضة يكون جديداً ونخرج من إطار ترشيح النائب ميشال معوض".

شرع بدر في اتصالات مع القوى السياسية المعارضة أولاً لتلمس مدى تأييدها لحركته التي يريد منها تثبيت الجميع على المنطقة الوسطى وإعادة إنتاج مرشح يستطيع تأمين هذا العدد من الأصوات وربما 86 صوتاً.

هل ستنجح المبادرة وما مدى التأييد لها؟

يتفاءل النائب البيروتي بمسعاه ويروي بتأنٍ رؤيته ويشير ألى أن آخرين في المعارضة يؤيدون مرشحاً جديداً وهو لا يريد المس بشخص معوض "الذي لا أكن له أي أمر لكنه لا يحظى بتأييد بعض المجموعات لذا نحن نحاول التوصل إلى مرشح مقبول من كل الأطياف وغير حاد شرط أن يتمتع بالمواصفات نفسها".

بذلك يصارح بدر الجميع بأن بهذا المرشح يمكن الاقتراب عبره من الطرف الآخر في الحياة السياسية ويعني طبعاً ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر"، مع التأكيد لجهة تأمين مرشح من الاصطفاف السياسي الذي يجمعه معه وليس طبعا مرشحاً على قياس الطرف المقابل الذي يعلم أن لا استطاعة له بفرض رئيس.

بهذا "البروفايل" الذي تسأله "اللواء" عنه يجيب بدر بحزم كما أسلف: لقد أصبحنا في مكان آخر ولا نستطيع تسمية أحد ينتمي الى محور سياسي غير مقبول من قبلنا فنحن تموضعنا معروف ونملك الغالبية أقله على الورق.

يرى المبادرون أنهم بذلك يضعون الجميع أمام مسؤولياته لكي لا يتحمل شبهة التعطيل كما الاتهام بالتبعية وانتظار المبادرات الخارجية "ونحن ببساطة نريد تقريب الناس من بعضها البعض".

هل هي مبادرة لكسب الوقت في انتظار الحل؟

نعمل بناء على المسؤولية التي وضعها ناخبونا علينا لكي ننتج رئيسا للجمهورية ومن بعده رئيسا للحكومة ونعيد البلد الى الانتظام العام. يجيب مضيفاً: لا ننتظر خياراً من الخارج بل ما يمليه ضميرنا السياسي والمهني علينا وكل مبادرة تساعد لحل هذه الأزمة لا مانع منها.

بعد التوافق بين المعارضين سيطرح بدر المبادرة على الآخرين ومنهم "حزب الله" الذي لا تنقطع العلاقة معه سواء في المجلس النيابي أو في خارجه (ثمة لقاءات مع بدر برعاية قائد الجيش ومديرية المخابرات لمتابعة ملف عرب خلدة).

نسير بقائد الجيش إذا تم التوافق عليه

طبعا لا يمكن ختام المقابلة من دون سؤاله حول رأيه في ما يُتداول حول صعود حظوظ قائد الجيش العماد جوزف عون.

يرى النائب البيروتي أن السلبية في الأمر أنه بات من شبه العرف ترشيح قائد للجيش للرئاسة، "لكننا نحترم شخصه ونقدره وقد أدار في السنوات الماضية المؤسسة العسكرية بنجاح خاصة في ظل الظروف التي نمر فيها، وحافظ على السلم الأهلي وحمى هيكلية الجيش بنجاح كبير".

ويختم بأن الشخصية التي كانت قادرة على المستوى الوطني على قيادة مؤسسة الجيش تستطيع أيضاً إدارة الدولة وهو مرشح طبيعي "وإذا جاء ترشيحه الى المجلس النيابي كمرشح توافقي فنحن نسير بترشيحه".