بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 آب 2018 12:00ص برغم توقُّع دفع إيجابي لعملية التشكيل لا معطيات عن حلول ولا خلاف رئاسياًً

حجم الخط
يبدو ان تحرك الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري سينطلق بزخم هذا الاسبوع، بلقاء يرتقب ان يجمعه قريبا برئيس الجمهورية ميشال عون، يواكبه دعم واضح من الرئيس نبيه بري، الذي يحثّّ الحريري على تطبيق المعايير الموحدة للتوزير على كل الاطراف السياسية بمن فيهم النواب السنّة المستقلين، ووعده بأن يتكفل هو بحل ما وصف بالعقدة الدرزية مقابل حل العقدة المسيحية بتمثيل «القوات اللبنانية» و«التيار الحر»، اللذين يتمسكان كل بمطلبه بالتوزير.
وفي حين يتوقع بعض المصادر النيابية في «التيار الوطني الحر» حصول تطور ايجابي ما في وقت قريب قد يكون بتقديم الرئيس المكلف صيغة حكومية متوازنة برأيه الى رئيس الجمهورية، إلا ان شيئا ليس محسوما في هذا الإطار، سوى ما نقله زوار الرئيس بري عنه «بأنه يتوقع ايضا دفعا لعملية تأليف الحكومة في وقت قريب». لكن بري لا يزال عند مقولته الشهيرة «لا تقول فول تا يصير بالمكيول»، اي انه متفائل بحصول تطور ما لكنه ليس متأكدا من توقيته ولا من طبيعته بالتفصيل. 
وبهذا المعنى ترى اوساط مطلعة على تحرك  «بيت الوسط»، ان لا شيء جديدا في مسار تشكيل الحكومة سوى تداول بعض الافكار هنا وهناك في اطار البحث عن حل لعُقد التمثيل، لكن لا يوجد شيء جدّي ومتين يُبنى عليه حتى الان، وتقول المصادر لـ«اللواء»: انه في حال حصول اللقاء بين الرئيسين عون والحريري فإنه سيكون لجوجلة هذه الافكار ليس إلاّ، فلا مؤشرات داخلية على وجود مقترحات وحلول فعلية، ولا مؤشرات خارجية على دفع ما لحلول ازمات المنطقة وصراعاتها التي تنعكس على لبنان.
وتستشهد المصادر على ذلك بالاشارة الى ان اي شيء لم يحصل على صعيد الاتفاق الروسي – الاميركي لمعالجة ازمة النازحين السوريين، بسبب الموقف الاميركي والاوروبي المتشدد برفض حل ازمة النازحين وإعادة اعمار المناطق المتضررة بمعزل عن الحل السياسي للأزمة السورية ولو طال هذا الحل.
وبالمقابل، ترى مصار «التيار الحر» النيابية ان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف باتا مقتنعين بانه لم يعد جائزا إطالة امد التفاوض لتشكيل الحكومة  لأنّ الوضع الداخلي السياسي والاقتصادي والاجتماعي لم يعد يحتمل المزيد من التأخير نظرا لوجود الكثير من المشاريع والخطط التي تنتظر تشكيل الحكومة لتنفيذها. وأبدت المصادر اعتقادها بأن الامور بدأت تنضج ولو أن اي مسودة صيغة حكومية لم تتسرب بعد عن الرئيس المكلف. مشيرة الى قرار الرئيسين عون والحريري باستمرار الاتفاق والتوافق، وعدم التأخير بتشكيل الحكومة لبت كل الملفات المستعجلة والعالقة، ومتوقعة بداية عمل جدّي اكثر من السابق.
لكن المصادر تكرر موقف التيار بأنه لم يعد يتدخل بحصص الاخرين وان حسم الامور بات بيد الرئيس المكلف، لذلك يمكن تلخيص ما تسرب عن موقف الرئيس عون بأنه فقط «لحث الحريري على الاسراع بالتشكيل ولو تطلب الامر بعض الضغوط المعنوية والسياسية من دون التسبب بأي خلاف او تأزم في العلاقة بينه وبين الحريري، لأن استمرار التفاهم بين الرئيسين مطلوب في هذه المرحلة اكثر من اي مرحلة اخرى للخروج بالبلد من المأزق، ولا يمكن لأحد التفكير هنا بوجود رابح أو خاسر».
لكن ما تخشاه الاوساط المتابعة لعملية التشكيل هو وجود قرار خارجي كبير فعلا - برغم النفي المحلي له -  بتأخير تشكيل الحكومة لحين اتضاح صورة اوضاع المنطقة التي تتعقد اكثر فأكثر نتيجة عدم وجود تفاهمات دولية واقليمية، وبهذا المعنى يصبح كل الحديث عن خلاف على الحصص وتوزيع الحقائب بلا معنى حقيقي.