منذ ان اعلن وزير الداخلية والبلديات في الخامس من الشهر الفائت،تعميما يتعلق بمهل تقديم تصاريح الترشيح والرجوع عنها وتسجيل اللوائح للانتخابات النيابية العامة لعام 2022 والتي حددها لكل «من يرغب في الترشح أن يقدم الى وزارة الداخلية والبلديات - المديرية العامة للشؤون السياسية واللاجئين، خلال مهلة تبدأ من صباح يوم الاثنين الواقع فيه 10/1/2022، وتنتهي في الساعة 24،00 من يوم الثلاثاء الواقع فيه 15-3-2022»، لم تشهد هذه المديرية اقبالا على تقديم طلبات الترشيح، إذ انه بعد أكثر من عشرين يوما بلغ عدد المرشحين، اثنين فقط،فيما بلغ في عام 2018 في نفس هذه المدة بعد فتح باب الترشيح 166 مرشحا.بينما بلغ عدد المرشحين انئذ مع اقفال باب الترشيح 976 مرشحا.
من الواضح،من هذه الصورة أن التردد يحكم حركة المرشحين والقوى والأحزاب والكتل السياسية التي بدأت تختار مرشحيها سواء سرا او علنا، من دون ان يقدموا طلبات ترشحيهم رسميا،في وقت بدأت حركة استطلاعات الرأي تنشط بعضها يتميز بالجدية،وبعضها الآخر دعائي أكثر مما هو علمي او مبني على عينات حقيقية من الرأي العام، وميزتها جميعا انها تتبدل نتائجها صعودا او هبوطا بشكل دائم أسبوعيا مما لا يعطي صورة دقيقة عن التفاصيل والوقائع الانتخابية المحتملة، مما يعني إنّ الإحصاءات والإستفتاءات التي بدأت بعض القوى الحزبيّة والسياسية، وبعض الجهات الإعلاميّة – أكانت مُسيّسة أم مُستقلّة، بتنظيمها، ليست دقيقة وحاسمة، لأنّ ظروفًا عدّة قد تتغيّر من اليوم وحتى تاريخ الإنتخابات. ووفق الوقائع والمعطيات المُتوافّرة حتى هذه اللحظة، لا بد من انتظار اقتراب اغلاق باب الترشيح عند منتصف ليل 15 _16 آذار المقبل لتحديد اعداد المرشحين، والتحالفات واللوائح المحتملة، كما لتحديد وجهة تصويت العديد من الناخبين المُتردّدين، وإن كان ناخبون آخرون قد اتخذوا قرارهم منذ اليوم، إمّا لجهة تمسّكهم بولاءاتهم وبأحزابهم وتيّاراتهم، وإمّا لجهة إنتظار الاستحقاق الانتخابي للتصويت لهذا الطرف اوذاك او لهذا التحالف او ذاك أو حتى لمُقاطعة الإنتخابات يأسا،و فقدان الامل من حصول أي تغيير، أومن باب عدم الاهتمام واللامبالاة.
بشكل عام، ورغم البرودة التي تحكم الحركة الانتخابية، الا ان مختلف القوى، بدأت الاستعداد للمعركة ، واختيار المرشحين في مختلف الدوائر الانتخابية،وإنجاز تدابيرها اللوجستية لملاقاة الاستحقاق. علما بأن هناك من بدأ يعلن أسماء مرشحيه تدريجيا، كحال حزب «القوات اللبنانية».
الخلاصة العامة،لا يمكن الآن رسم صورة واضحة للتحالفات ولا التكهن بالنتائج المحتملة، فموعد فتح صناديق الاقتراع ما يزال بفصلنا عنه 104 أيام إذا سلّمنا بحُصولها في موعدها،بيد أن الواضح هو أن هناك نقمة شعبية هائلة من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية التي جعلت الأكثرية من اللبنانيين على خط الفقر وما دونه، فهل تتبلور تحالفات انتخابية يكون من بينها شخصيات قادرة فعلا على حمل هموم الناس وتتمتع بالكاريزما والمصداقية التي تؤهلها من قلب الأمور رأسا على عقب. الصورة الانتخابية حتى الأن ضبابية، ووحدها الأيام القليلة المقبلة، ستظهر الصورة الحقيقية للواقع الانتخابي. علما ان طبخات المعركة بدأ وضعها رويدا رويدا على نيران حامية ، حيث سيشهد اللبنانيون فصولا متنوعة من اشتداد الحملات الانتخابية و الإعلاميّة المُتبادلة بين القوى المختلفة في الأيام والاسابيع القليلة المقبلة اعتقادا من كل فريق أو طرف أن ذلك هو الأسلوب الأمثل والطريق الأفضل لحشد وكسب المناصرين والمؤيدين والناخبين.