بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تموز 2019 12:00ص بعدما ذكر عن شطب إسم السادات شارع ومغارة الولّي أحمد السادات

حجم الخط
تخرّجت المربّية حياة لبان النويري من معهد الآداب الشرقية في جامعة القديس يوسف ومارست التعليم لمدة 38 سنة، منها 32 مديرة لمدرسة المنارة في رأس بيروت، وهي ابنة المفوض الممتاز ابن راس بيروت عبد الله اللبان الذي كان لرأس بيروت الوالد والمرشد والشريك.

ولدت حياة اللبان في رأس بيروت سنة 1924 وقد أصدرت سنة ٢٠٠٤ كتابا بعنوان «رأس بيروت كما عرفته» من نشر الشركة العالمية للكتاب، ذكرت في مقدمته انها ستتحدث في الكتاب عن البقعة التي ولدت فيها فقط.

 وقد أشارت في صفحة ٨٥ ان كثيرا من أهل رأس بيروت ومن أقاربها حدّثوها «على الضهرة بين الكلية الانجيلية وفندق فدرال، حيث توجد مغارة يسكنها الأولياء السادات الذين اعطوا إسمهم للشارع المتاخم لهم، وكان يخرج ليلا من هذه المغارة شاب فارع الطول له لحية سوداء قصيرة يرتدي ثيابا بيضاء فيجول في المنطقة مرات عديدة بخطى واسعة كبيرة ثم يعود الى المغارة: إنه الولي أحمد السادات».

وتضيف «وقد شاهده كل سكان هذه المنطقة من رأس بيروت وكان له اخوات شابات يرتدين ثيابا بيضاء ويلتففن بأوشحة وأغطية ناصعة يغادرن المغارة من وقت لآخر ويتنقلن فوق صخور الضهرة، وكان السكان يستنجدون بهن في الملمّات فيشعلون الشموع عند باب المغارة ويضعون قربها باقات من الزهر يجمعونها من أزهار الضهرة وينادون إيه يا سادات... أريد كذا وكذا... فإذا انطفات الشموع فلا يتم أمرهم وإذا بقيت مشتعلة فذاك دليل على قبول النذر». ثم روت عن إحدى السيدات كرامة نُسبت الى أحدى بنات السادات المذكور.

وجاء في ذكريات صلاح اللبابيدي التي رواها المختار ربيز في كتابه «رزق الله عهيديك الأيام يا رأس بيروت» انه ولد سنة ١٨٩٨ في شارع السادات حيث كان والده قد بنى بيتا في الشارع المذكور. كما ذكرت شقيقته صفية اللبابيدي انها ولدت سنة 1911 في بيت والدها أحمد اللبابيدي في رأس بيروت في الشارع المسمّى السادات كما ولد فيه الفنان يحيى اللبابيدي..

يذكر ان الفرنسيين أطلقوا عام ١٩٢٢ اسم نانسي Nancy على الشارع، ولكن الاسم لم يدم طويلا إذ أعيد إسم شارع السادات كما كان أهل المنطقة يطلقون عليه. نستطيع ان نرى ذلك في خرائط سنة 1936.

يذكر ان العادة جرت في بيروت على إطلاق صفة السادات للمسلمين والخواجات للمسيحيين وذلك من باب التكريم.

ذكرت صحيفة «حديقة الأخبار» سنة 1859 (عدد 76) وصول خديوي مصر سعيد باشا ونزوله بدار الخواجات بسترس وانه شرب قهوة بدار الخواجات مدور. كما ذكرت الصحيفة في سنة 1867 (عدد442) ان والي سوريا دُعي للإفطار لدى السادات بيهم والخواجات بسترس.

وذكرت «ثمرات الفنون» سنة 1904 (عدد 4591) انه عند توسيع سوق الفشخة فتح المجال لإقامة أسواق جديدة منها سوق السادات بيهم الذي يتصل بسوق السادات ياسين وأياس.

كما ذكرت «لسان الحال» سنة 1894 (عدد 1652) خبر إنشاء السادات بيهم والخواجات بسترس سوقا دعوه السوق الجميل.

أما «ثمرات الفنون» فقد أشارت في سنة 1882 (عدد 407 ) الى إحياء زفاف عبد الله عمر غزاوي في بيت السادات حمادة.

ومن المعروف ان أسماء الشوارع والمحلات هي جزء من تاريخ خطط المدينة وتراثها وتصبح كالآثار المادية التي لا يجوز تغييرها. ولا تغيير إسم استمرّ العمل به طويلاً وعرف في التاريخ والجغرافية واختزنته الذاكرة الشعبية التي هي كنوز الفقراء.

علماً بأن محلة السادات لم تعرف سيداً وولياً إلا أحمد السادات.