في زمن الانهيارات والاحباطات والصعوبات،وعلى اثر انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب 2020، والذي كان بمثابة زلزال كارثي على لبنان بشكل عام والعاصمة بشكل خاص، قرر نجل الرئيس الشهيد رفيق الحريري الشيخ بهاء الحريري الدخول الى لبنان من بابه السياسي والاجتماعي والاعلامي العريض، من خلال القيام بمخطط متكامل عنوانه «اعادة بيروت ولبنان للعالمية». ومن هذا المنطلق اراد بهاء الحريري الدخول الى عالم الاعلام من خلال تأسيس «صوت بيروت انترناشيونال» والتي تُعتبر منبرا اعلاميا شاملاً ومتطوراً على كافة المستويات. وانطلقت هذه المؤسسة المميزة بإشراف ورعاية مباشرة من شريكه في المؤسسة ومستشاره الاعلامي جيري ماهر، بشكل سريع, وباتت مساحة اعلامية بيضاء في ظل الاوضاع السوداوية الذي يمر بها لبنان.
وفي فترة قياسية بالمقارنة مع مشاريع مماثلة، غدت «صوت بيروت انترناشيونال» منبراً حراً واستثنائياً للكثير من الاعلاميين البارزين، بسبب استقلالية هذه المؤسسة الذي ارادها صاحبها ان تكون كذلك من اجل نجاحها واستمرارها، وهو يحرص على عدم التدخل بشكل مباشر او غير مباشر مع العاملين فيها مما فتح لهم المجال لتحقيق طموحاتهم في رحاب عالم الاعلام الواسع.
والذي يميّز هذه المؤسسة التنوع الفكري والثقافي للعاملين فيها والعابرين للطوائف والمذاهب والمناطق، كما انها باتت مقصداً لأسماء إعلامية واجتماعية وثقافية وفنية مميّزة ومعروفة ومرموقة، في مختلف المجالات وذلك من خلال تنوع برامجها التي تحاكي اهتمامات كافة شرائح الشعب اللبناني، كما انها وبسرعة قياسية وبفضل واهتمام القيِّمين عليها واندفاع العاملين فيها بات اسم «صوت بيروت انترناشيونال» من بين اسماء المؤسسات الاعلامية المرموقة والمعروفة.
وبموازاة اطلاق هذه المؤسسة الاعلامية، وفي ظل تدهور الاوضاع الاجتماعية نتيجة غياب مؤسسات الدولة الرسمية، ومن اجل مساعدة ابناء بلده سارع الحريري البكر أيضا الى إنشاء مؤسسة اجتماعية تُعنى بتقديم الدعم والمساعدة الى شرائح اجتماعية مختلفة، وهي مؤسسة «نوح الخيرية»، والتي ترأسها عقيلته السيدة حسناء. وبالفعل قامت هذه المؤسسة وتقوم بأعمال خيرية وانسانية لمساعدة المحتاجين في كافة المناطق اللبنانية ومن جميع الطوائف والمذاهب، وذلك في ظل الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي يواجهها لبنان بسبب الانهيار المالي والنقدي، ومؤخرا أطلق الحريري عبر مؤسسة «نوح» مبادرة تقضي بتقديم منح تعليمية لاكثر من الف طالب وطالبة من مختلف المناطق اللبنانية، لمساعدتهم على استكمال مسيرتهم التعليمية، ومن هذا المنطلق باتت المؤسسة تشكل سندا ًاساسياً للشعب اللبناني في الظروف الصعبة التي يمر بها حاليا.
طموح الحريري ذهب أبعد من ذلك من خلال حلمه بإعادة بناء لبنان السيد الحر والمستقل، من هنا قام بإطلاق حركة سياسية شمولية وهي حركة «سوا للبنان»، التي تهدف الى قيادة تغييّر حقيقي على مساحة الوطن بكافة انتماءاته وطوائفه من خلال الخبرات الذي يتمتع بها اعضاؤها مع تقلبات السياسة اللبنانية، لمحاكاة الجيل الشاب الجديد الذي يمتلك الطاقة والمهارات، وذلك من خلال برنامج اقتصادي اجتماعي سياسي واضح بعيداً عن زواريب الطائفية والمذهبية والمناطقية.
من هنا، وبعد نجاح مؤسساته التي اطلقها وبفترة وجيزة فإن طموح بهاء الحريري لم ولن يتوقف لان هدفه هو استكمال مسيرة والده الرئيس رفيق الحريري من خلال اعادة بناء البشر والحجر معاً، خصوصا في ظل التصميم والارادة الموجودة لديه، ولكن يبقى ان هذا الامر يحتاج الى تغييّر حقيقي للمنظومة السياسية التي افسدت البلاد والعباد. لذلك فإن الامل يبقى بصحوة الشعب اللبناني، وبأن يكون موعد 15 ايار المقبل موعداً تغييرياً من خلال صناديق الاقتراع.