بيروت - لبنان

اخر الأخبار

19 أيار 2021 10:47ص بويز لـ«اللواء»: إتصال رئاسي مباشر مطلوب لتصحيح الخطأ

حجم الخط

عند تعيين وزير الخارجية الحالي شربل وهبة في منصبه بعد استقالة سلفه ناصيف حتي في شهر آب الماضي، غرد وزير الخارجية الأسبق فارس بويز قائلا: هزلت.. صرت أخجل بأنني كنت وزيرا للخارجية.

أمضى بويز الوقت الأطول المتوالي لوزير للخارجية في منصبه بين العامين 1990 و1998، في فترة كانت الاكثر دقة تبعت اقرار اتفاق الطائف وبدء ما اعتبر حينها مرحلة السلم الاهلي وكان للبنان علاقات ممتازة مع المحيط ومنها دول الخليج.

أمس الأول، شكلت كلمات وهبة الانفعالية تجاه ضيفه السعودي غير الرسمي خلال احدى الحلقات التلفزيونية على الهواء، خروجا على اللياقات الديبلوماسية في لحظة سياسية هامة يريد لبنان فيها دعما خارجيا، ومنه الدعم الخليجي والسعودي خاصة، لتشكيل الحكومة اولا ولاستجلاب المساعدات ثانيا، وهو كلام جاء بعد قليل على الأزمة التي طفت على السطح على صعيد مشكلة البضائع المهربة الى الاراضي السعودي التي بالكاد تمكن لبنان من تمرير قطوعها الذي لم ينته أصلا.

من ناحيته، يبدأ بويز تقييمه لما حصل بشرح مهام وزير الخارجية المفترضة. فوظيفة وزير الخارجية ومهمته هي في مد وبناء علاقات الصداقة مع الدول وليس هدمها. علما ان كلمة "ديبلوماسيا" التي تأتي من اليونانية تفترض بأن يكون هنالك مفاوض أو محاور أو ممثل راقٍ، ذلك ان نواتها "الديبلوم" وهو ما يعني علم ولغة وفهم، و"ماسيا" وهي العلاقات.

والديبلوماسية هي الكلمة المؤتمن عليها وزير الخارجية وتفترض ان يكون لمن يتولى المنصب صفات الرقي والعلم والاسلوب المناسب، وهو ما يؤهله لكي يحل الخلافات والمشاكل.. ان وجدت تلك الخلافات والمشاكل، أما مهامه فهي أن يعمِّر العلاقات الدولية. من هنا فإن ما حصل هو أمر خارج عن المهمة وخارج عن الاصول وخارج عن اي اعتبار، حسب بويز.

ويتابع: ثانيا، إن ما حصل هو موضوع يتعلق بدولة شقيقة وعزيزة على لبنان، وهي دولة لها روابط كبيرة جدا بالشعب اللبناني، وليس فقط بدولته. اي ان ما حصل لا يتعلق بدولة غريبة لا يربط بينها وبين لبنان الا علاقات شكلية ديبلوماسية، لا بل ان ما يربط بين لبنان والسعودية ودول الخليج عامة هي روابط ايضا شعبية لما هناك من اختلاط بين الشعبين ومصالح اقتصادية تكاملية بين البلدين.

من هنا فإن ما أتى على لسان وهبة يعتبر وكأنه اعتداء على مشاعر الناس وعلى مصالح لبنان. ويرى رئيس الديبلوماسية اللبنانية الأسبق ان المخرج لهذا المأزق اللبناني يبدو واضحا، وهو يشرحه بعد تشديده على ان الامر ليس شخصيا مع الوزير الحالي الذي يعرفه بويز جيدا منذ زمن طويل.

وهو يرى ان ذلك ليس الا الدليل القائم على قلة كفاءة، وايضا على توجه خاطىء ناتج عن الاستزلام عند بعض المراجع السلطوية. أما عن كيفية تصحيح ما حصل، فإن المخرج يتمثل في قيام رئيس الجمهورية باتصال مباشر مع رؤساء الدول العربية التي قد تشعر بأنها أهينت من خلال هذا الكلام لتصحيح خطأ بهذا الحجم ومشكلة بهذا القدر مهما كانت ظروفها، "لذا فإنني اعتقد بأن على رئيس الجمهورية ان يبادر فورا الى تلك الاتصالات المباشرة لكي يوضح بأن هذا الكلام لا يمثل بأي شكل من الاشكال موقف الدولة".

ماذا لو لم يتم هذا الإتصال؟

أعتقد انه اذا بقي هذا الكلام فإن ذلك سيشكل مشكلة داخلية وخارجية، يجيب وزير الخارجية الأسبق.

فمن ناحية فإن بقاء الأمر على ما هو عليه سيؤدي الى مشكلة لبنانية داخلية حفاظا على شعور قد تم مسّه لعدد كبير من اللبنانيين يكن كل محبة واحترام وتقدير للخليج وللسعودية، ويحتفظ بعاطفة وروابط كبيرة مع تلك الدول. ومن ناحية موازية فإن ذلك سوف يؤدي الى مشكلة خارجية كونه يورط علاقات لبنان مع دول هو بأمس الحاجة الى دعمها ومواكبتها الدائمة.