بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 تشرين الأول 2021 12:02ص تحالفات بري وحزب الله وجنبلاط و«التيار» تحسم طبيعة التوازنات

مؤشرات على انتخابات ساخنة بدعم خارجي: أي أكثرية وما تأثير المعارضة؟

حجم الخط
بدأت تلوح في الافق مؤشرات على حماوة الإنتخابات النيابية المقبلة بفعل الاصطفات والمواقف المحلية الساخنة القائمة، والمواقف والتحركات الخارجية التي تشي بالسعي لتغيير الاكثرية النيابية الحالية الموصوفة بأنها تمثّل الثقل السياسي لحزب الله وحلفائه، على امل إيصال مجموعات مما يوصف المجتمع المدني الذي تدور بعض مجموعاته في فلك السياسة الاميركية والغربية عموماً، وتطرح شعارات وأهداف واضحة وعبر تحركات في الشارع معارضة للحزب ولإيران، وهوما تبدّى من خلال المواقف والتحركات التي ظهرت مؤخراً خلال زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان.

 على هذا تبدو السخونة الانتخابية متعلقة بأحد وجوهها الاساسية بالصراع الاميركي الايراني في المنطقة، والذي ينعكس محاولة تقليص نفوذ حزب الله في لبنان عبر الانتخابات، وفي الدعم الاميركي والغربي للمجموعات المعارضة.للحزب.

ويمكن تفسير الاهتمام الغربي بإجراء الانتخابات في وقتها الدستوري والضغط لعدم تأجيلها، على انه رهان على حصول متغيرات ما، سواء في الطاقم السياسي من حيث ادائه العام في إدارة الدولة، الذي اوصل البلد الى الانهيار المالي والاقتصادي، وأضعف حلفاء الغرب بشكل خاص فإضطر إلى مدهم بالدعم المعنوي والمالي لخوض الانتخابات فقط من دون تقديم دعم اقتصادي ومعيشي عام، مقابل دعم واضح وعلني وواسع من إيران لحلفائها ايضاً في مجالات الغذاء والدواء والطاقة فبدوا مرتاحين اكثر.  

ومن ضمن أهداف الدعم الغربي للحلفاء، محاولة تغيير المعادلة السياسية الحالية، بقوى اخرى ومنها من كان من ضمن طاقم الحكم في البلد وانقلب الى المعارضة بركوب موجة الحراك الشعبي في 17 تشرين اول عام 2019، وحاول إظهار نفسه بصورة حامل لواء التغييروالمعارضة، وهو ما لم يمر على بعض مجموعات الحراك الشعبي التي وضعته في نفس الخانة مع الطبقة السياسية المسؤولة عن إنهيار البلد.

سباق اميركي- ايراني

ويبدو ان الادارة الاميركية تتحرك في لبنان على إيقاع الحركة الإيرانية فيه، فبعد إعلان حزب الله عن إستقدام المحروقات من ايران لزوم المستشفيات والافران والمؤسسات الانسانية ومولدات الكهرباء، أعلنت الادارة الاميركية رفع العقوبات عن استجرار الكهرباء والغاز من مصر. وبعد زيارة وزير الخارجية عبد اللهيان الى بيروت، اعلنت  وزارة الخارجية الأميركية أن نائبة الوزير أنتوني بلينكن فيكتوريا نولاند ستبدأ جولة دولية تشمل لبنان وروسيا، وبريطانيا. علما ان عبداللهيان زار روسيا قبل زيارة لبنان.

وفي معلومات مصادرمقربة من رئاسة الحكومة، فإن المسؤولة الاميركية ستصل الى لبنان غداً الثلاثاء، وتعقد لقاءاتها الرسمية  يوم الاربعاء. ويضم الوفد المرافق للمسؤولة الاميركية نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش، نائب  مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير، والمستشار الاول في  وزارة الخارجية لشؤون الطاقة اموس هوكشتاين المكلف متابعة المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحلتة.

وتعكس طبيعة الوفد المواضيع التي تهم الادارة الاميركية حالياً في لبنان، لا سيما موضوع ترسيم الحدود، والموضوع المالي، ومتابعة عقوبات الخزانة الاميركية على كيانات واشخاص تقول الادارة الاميركية انهم من اعضاء حزب الله او مقربين منه أوحلفاء له.  وحسب بعض المعلومات ستكون للوفد لقاءات من خارج إطار اللقاءات الرسمية مع قوى سياسية منضوية في المعركة الانتخابية، لا سيما مجموعات في المجتمع المدني والمعارضة.

وثمة زيارات لمسؤولين غربيين آخرين حصلت او ستحصل، ومنها ترقب وصول وفد روسي رسمي، كلها تدل على مدى الاهتمام الخارجي بالوضع اللبناني، ليس من اجل مساعدته للخروج من ازماته الاقتصادية والمالية والمعيشية فقط، بل من اجل استطلاع الاجواء السياسية خلال فترة التحضيرات للإنتخابات النيابية، التي بدأت تظهر مؤشراتها في تسريبات عن التحالفات المرتقبة او التوجهات العامة لهذا الطرف او ذاك، في خوض معركته الانتخابية.

ويفيد مصدر سياسي متابع ان الانتخابات قد تؤدي الى فوز بعض عناصر المجتمع المدني، إضافة الى فوز مرشحين لأحزاب المعارضة المعروفين كالقوات اللبنانية والكتائب والكتلة الوطنية والاحرار بفعل التحالفات التي ستعقدها في بعض الدوائر المسيحية لإضعاف التيار الوطني الحر، لكنه يعتقد ان تأثيرهؤلاء في البرلمان لن يكون قوياً بما يكفي لتغيير طبيعة التوازنات القائمة سياسياً وطائفياً ومناطقياً، وهنا يترقب الجميع موقف الرئيس نبيه بري وموقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والتيار الوطني الحر ايضاً، وربما موقف تيار المردة والحزب القومي القريبين جداً من برّي والحزب. ذلك ان طبيعة تحالفات هذه الاطراف  ستكون مؤشراً على نتائج الانتخابات وعلى صورة البرلمان الجديد وتوجهاته.

وهذا التحالف السياسي القائم أصلا سيستمر لا سيما بين برّي وجنبلاط، اللذين يشتركان في دوائر مهمة كبيروت الثانية وبعبدا والشوف والبقاع الغربي، وحيث الصوت الشيعي وازن ومؤثر فيها، وهنا لا يجب تجاهل تأثير اصوات ناخبي حزب الله في هذه الدوائر وفي جبيل ايضاً، هذا التأثير الذي سيزداد في حال تحالف الحزب مع التيار في بعض الدوائرالمشتركة. لهذا يمكن تلمّس ان حجم التغييرفي التوازنات السياسية الذي تتم المراهنة عليه لن يكون كبيراً ومؤثّراً.