بيروت - لبنان

اخر الأخبار

13 تشرين الأول 2018 12:03ص ترقب لمسعى ماكرون...هل يثمر حكومة الأسبوع المقبل؟

حجم الخط
كان للدور الفرنسي مفاعيله الإيجابية في إعادة تحريك عجلة تأليف الحكومة، وذلك من خلال تبني الرئيس إيمانويل ماكرون القيام بهذا الدور شخصياً ومتابعته ومواكبته للوصول إلى النتائج المتوخاة نظراً لعلاقاته وصداقاته الطيبة مع المسؤولين اللبنانيين، كذلك أن لفرنسا ووفق مصادر سياسية متابعة معرفة وثيقة بالملف اللبناني وثمة علاقة تاريخية تربط باريس بلبنان مما يجعلها قادرة على القيام بأي دور وسبق لها وأن استضافت مؤتمر «سان كلو» الذي جمع كافة الأطراف والقيادات اللبنانية المتنازعة، ناهيك إلى المبعوثين الفرنسيين إلى لبنان في مراحل الحرب ومحطات أخرى ما يعني أن فرنسا تقوم بدور متجدد وليس بجديد ولكنه في هذه الظروف يحمل الكثير من الأهمية في ظل استحالة تشكيل الحكومة والانقسامات العامودية بين القوى السياسية اللبنانية، كذلك في سياق ما تشهده المنطقة من تحولات ومتغيرات وأحداث وتطورات هي الأصعب في تاريخها.
أما ماذا في جديد الدور الفرنسي، تقول المصادر أن ما قام به الرئيس ماكرون جاء بعد اجتماعه مع خبراء فرنسيين واقتصاديين وممن شاركوا ويواكبون نتائج مؤتمر «سيدر» فتيقن ماكرون بأن ما تحقق من خلال هذا المؤتمر إنما نتائجه ستذهب سدى دون تحقيق أي هدف في ظل غياب حكومة لبنانية من شأنها ومن خلال الوزراء المعنيين والمختصين أن تتابع هذا المؤتمر، لذلك وعبر حرصه على لبنان كانت له اتصالات مع الرئيس المكلف سعد الحريري بعيداً عن الأضواء وأيضاً بعد جولات استطلاعية قام بها السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه مع معظم المسؤولين اللبنانيين ونقل إلى الإليزيه كل ما يحيط بمسألة تأليف الحكومة من عقد ومطبات إلى الخلافات المستحكمة بين المسؤولين اللبنانيين وصعوبة استيلاد حكومة في هذه المرحلة، من هذا المنطلق أخذ الرئيس الفرنسي على عاتقه بأن يتدخل مع من يمون على القيادات اللبنانية في دول المنطقة وخصوصاً على خط طهران وسوريا وموسكو وصولاً إلى تواصله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حيث تمنّى عليه خلال اتصاله الهاتفي به أن يدعم جهود الرئيس المكلف بتشكيل حكومة لما لها من ضرورة ملحة وخوفاً من أن تطير نتائج مؤتمر «سيدر»، وعلم أن الاتصال كان إيجابياً وبالتالي تحركت المبادرة الفرنسية بداية على خط بعبدا بيت الوسط ودفعت إلى الأمام عجلة الاتصال بعد اتصالات أخرى جرت مع الدول المعنية بالملف اللبناني.
ويبقى أن لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالرئيس الفرنسي في أرمينيا على هامش القمة الفرنكوفونية، فذلك له أهميته ودوره في هذه المرحلة وتحديداً بعدما قطعت الاتصالات لولادة الحكومة الحريرية مراحل متقدمة ويرتقب وفق المعنيين بأن يكون هذا اللقاء منطلقاً أساسياً لدفع عجلة التأليف إلى الأمام ويعوّل على هذا الاجتماع ومن شأنه أن يحدد الخطوات اللاحقة بعدما أعادت حركة الاتصالات على خط بعبدا – بيت الوسط بفعل الاتصالات التي قام بها ماكرون مع كل من الرئيسين عون والحريري.