بيروت - لبنان

اخر الأخبار

18 حزيران 2022 08:05ص تسابق على الظفر بالرئيس المكلف ومسعى لبلورة منافس جدّي لميقاتي

تحوّلات على مستوى الإليزيه قد تؤثر لبنانياً ..والاشتراكي يتحرَّك على خط معراب

حجم الخط
يترنّح أسبوع المشاورات النيابية عشية الموعد المقرر الخميس المقبل. فالإتصالات والمشاورات القائمة لحسم إسم رئيس الحكومة المكلف لا تعكس حماوة الإستحقاق، ربما لتأثرها المباشر بغياب الزعامة السنيّة القادرة على الحسم، أو لإنعدام المنافسة بفعل التشرذم على مستوى قوى المعارضة التي لم تفلح بعد في التوافق على إسم.
ويُسجّل في هذا السياق جهد استثنائي يبذله رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي من أجل يبقى وحيدا متوّجا رئيسا مكلفا يوم الخميس.
لم يعدم الرجل فرصة من أجل إبطاء أو عرقلة أي مسار قد يؤدي الى بروز مرشح جدي منافس له. فرفض، على سبيل المثال، تدبير إجتماع للنواب السنة الـ27 بغية التداول في الشأن الحكومي. واستخدم ملائكته من أجل تفشيل انعقاد إجتماع يقود الى وضع تصوّر اولي لبروفايل المرشح الذي يحظى بأكبر قدر ممكن من التغطية النيابية السنية.
ولا يخفى أن ميقاتي لا يزعجه مشهد التشتت النيابي السنّي، وليس مستعدا لتسهيل أي مسار جمْعيّ من شأنه أن يؤثر في طموحه رئاسة حكومته الرابعة، بعد حكومات 2005 و2011 و2021.
يستند ميقاتي الى أنه المرشح الأفضل من أجل استكمال مقومات المشروع الإنقاذي. فهو قبل كل شيء وفى بالهدفين الرئيسين لحكومته (الإنتخابات النيابية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي)، واستطرادا كان هو عرّاب الإتفاق الأولي على مستوى الموظفين مع الصندوق، وأن لا بديل عنه من أجل استكمال الاتفاق وتوقيع البرنامج. وعزّز هذا الواقع التغطية الدولية، الأميركية – الفرنسية، التي يحظى بها أصلا، فيما المستجدّ بروز عدم ممانعة سعودية.
توازيا، يبذل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط جهدا مضاعفا من أجل إقناع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في الإنضمام إليه ودعم ميقاتي، ربطا بجملة معطيات وعوامل، أبرزها رغبة جنبلاط في توفير ميثاقية مسيحية وازنة ومريحة لرئيس الحكومة المستقيل، تعويضا عن رفض التيار الوطني الحر تسميته.
ويتردد أن موفدا اشتراكيا سيزور معراب في الساعات القليلة المقبلة للمرة الثانية في غضون أسبوع في محاولة متجددة لإقناع جعجع بالإنضمام الى قطار تسمية ميقاتي.
وكان موفدان إشتراكي وقواتي قد زارا جدّة قبل أسبوع في سياق المشاورات السياسية والحكومية.

رئيس حكومة تصريف الأعمال عطَّل اجتماعاً كان يتجه لبلورة بروڤيل مرشّح سنّي منافس له

في المقابل، تسعى قوى مناوئة لميقاتي من أجل بلورة مرشح قادر على منافسته، ولما لا الفوز عليه في السباق البرلماني. وثمة أسماء عدة يجري التداول فيها على مستويي نواب 17 تشرين وأولئك القريبين من تيار «المستقبل»، من مثل السفير نواف سلام والوزير السابقة ريا الحسن.
وثمة جهد ملحوظ يبذل من أجل تزكية أحد الإسمين، مع تقدّم الحسن بالنظر الى أن بروفايلها الأكاديمي والمهني - المالي يتوافق مع متطلبات الإنقاذ، ولا تشكّل تحديا لأحد، وبإمكانها توفير غطاء سني - وطني واسع، وربما استقطاب قوى نيابية تعدّ راهنا في خانة خصوم تيار «المستقبل». وهذا الواقع في حال تحقق، سيجعلها متقدمة في السباق الحكومي ومنافسة جدية لميقاتي.
ويتحدث الفريق إياه عن تحوّلات فرنسية أساسية على مستوى الإليزيه قد لا تشكّل عاملا مساعدا لميقاتي، منها الخروج المتوقع لرئيس الاستخبارات الخارجية برنار إيمييه، صديقه الحميم وعرّابه منذ العام 2005، من دائرة التأثير الرئاسي بفعل تعثره في ملفات كثيرة إنعكست سلبا على الأداء الفرنسي الخارجي. وكذلك ستكون حال المستشار إيمانويل بون الذاهب بسبب أزمة صحية ألّمت به، وبعدما راكم الكثير من الإلتباسات نتيجة أدائه وشخصيته الصدامية. وكلا الرجلين لم يقصّرا في توفير الدعم الفرنسي – الأميركي وفي نسج تفاهمات مع عواصم إقليمية غطّت عودته على رأس حكومة الـ2021، وفي تذليل عقبات وثغرات كثيرة قبل التكليف والتأليف، ومن ثم أثناء ولايته الحكومية الراهنة.