بيروت - لبنان

اخر الأخبار

4 تشرين الأول 2022 12:00ص «تعا ننسى...»!

حجم الخط
«تعا ننسى، تعا ننسى، الأيام اللي راحوا...».
ننسى سبعة عشر عاماً من الحرب البشعة المُدمّرة، من دون أن نعرف حقيقة لماذا اندلعت، وكيف تمّ زجّنا في أتونها، ولماذا وعلى أي أسس توقفت وكيف تمّت طبخة التسويات.
ننسى كيف أضحى أمراء الحرب الأهلية وعُتاتها ومُجرميها، أمراء سلم ودُعاة وحدة وطنيّة وتعايش مشترك، وكيف أصبحوا قادتنا ورؤسائنا و«تاج رأسنا»!
ننسى اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، واتفاق الدوحة، وإعلان بعبدا 2012، وطاولات الحوار «الوطني»، والدُستور المُقدّس الذي عُدّل لمرة واحدة فقط... مرّات عدّة!
ننسى التمديد تلو التمديد، والتجديد تلو التجديد، والشغور الرئاسي لسنوات، والاغتيالات السياسيّة المُتكررة، وحرب داحس 8 آذار مع غبراء 14 آذار، والإبراء المستحيل (والمسامح كريم)، واليوم المجيد في 7 أيار 2008...
ننسى قوانين الإنـتخابات التي فُصّلت على مقاس بعض السياسييّن في انـتخابات 1992 و1996 و2000 و2009 و2018، و2021، والتي لم تُراعِ العدالة أو التمثيل الصحيح، والتي استثنت الكوتا النسائيّة، واقتراع العسكرييّن، واقتراع الشباب عبر الإغفال المُتعمّد لخفض سن الاقتراع.
ننسى تشكيل الهيئة الوطنيّة لإلغاء الطائفيّة، وتفعيل المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وهرطقات المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، وغياهب ودهاليز المجلس الدستوري.
ننسى تقديمات الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، وضمان الشيخوخة، وتعويض نهاية الخدمة، وتأمين الاستشفاء، وتدني الأجور، ولجنة مؤشر الغلاء، وسلسلة «السلسلة»...
ننسى زفت الطرقات، وانقطاع الكهرباء والماء، والخلوي، والإنترنت، والمازوت، والأغذية الفاسدة، والأدوية مُنتهية الصلاحية، والمختبر المركزي، والأمن والخطف والسرقات واختفاء السيارات، والسلاح الفالت والقتل العشوائي لأسباب تافهة، والعمالة الأجنبيّة، واللجوء السوري...
ننسى تعزيز الجامعة اللبنانيّة، والسماح بالترخيص بإنشاء الجامعات والكليّات كالفِطر، ونقص المدارس والمهنيات الرسميّة، والعجز عن وضع الكتاب الموحّد للتربية الوطنيّة.
ننسى صندوق المُهجّرين، وصندوق الجنوب، ومغارة مجلس الإنماء والإعمار، ودعم التبغ والتنباك والشمندر السكري والأغذية والأدوية و...
ننسى الضرائب، والدين العام والعجز، وفضائح مصرف لبنان والهندسات الماليّة، وسعر صرف الليرة والفوائد المصرفيّة، والخصخصة، ومؤتمر سيدر ورفاقه، ودمج المصارف، وإفلاس المؤسسات التجارية وتعثرها وتسريح العاملين، والإنماء المتوازن، والزراعات البديلة.
ننسى بنك المدينة، وملفات تبييض الأموال، وملف الفساد والإصلاح، والإختلاسات، والتلزيمات والصفقات، وملف التجنس، وملف التوطين، والهجرة غير الشرعيّة، وفضائح سرقة الاتصالات الدوليّة.
ننسى تلفزيون لبنان، وفائض الموظفين في إدارات الدولة، ومصرع قضاة قصر العدل في صيدا، وفضيحة الطوابع الأميريّة، وملف صندوق تعاضد المعلّمين، وفضائح البيئة والبراميل السامّة المدفونة، وملف العمروسيّة، وملف النفايات، وملف فضيحة النفط، وملف الفيول، والمستشفيات الحكومية، والتعدّي على الأملاك العامة البحريّة والنهريّة، ومخصصات البلديات، وملف الكسارات والرمل والبحص.
ننسى فضيحة تهريب العملات الأجنبية والمحروقات والطحين والأدوية، وفضيحة الباركميتر (عدّادات المواقف) والكاميرات، والفيول المغشوش وغيرها، وملف الدجاج الفاسد.
ننسى الانقطاع المتكرر للكهرباء ليس بسبب سياسة التقنين، أو نقص الفيول، أو أعطال المعامل... بل بسبب المُناكفات والنكايات السياسيّة!
ننسى الثلاثة ملايين «ضيف» سوري وفلسطيني وعراقي، وننسى المُقيمين بشكل غير شرعي.
ننسى دويلة مخيّم عين الحلوة ومخيّم البارد، وبقيّة الدويلات داخل الدولة... وننسى دولة «حزب الله».
هل تذكرون ملف المخطوفين في سوريا؟ هل تذكرون ملف عودة المهجرين؟ أضيفوا عليهم ملف استعادة الودائع المصرفيّة وملف انفجار مرفأ بيروت!
هل تذكرون الدعوة إلى «كل مواطن خفير» كي يُسهم في كشف الفساد والتصدّي للفاسدين... وما هي أخبار المليون ملف وإخبار الموجودين في التحقيق وأمام القضاء والمدفونين في الأدراج؟!
ختاماً، هذا هو المقال الأول من «ألف مقال ومقال»... يتبع!