إن هذا العنوان يتطلب منا جميعاً العمل على تعزيز وتطويع المكونات اللبنانية حول المشتركات الوطنية التي تهم كافة المواطنين والوطن وعلينا العمل من اجل تحقيق ذلك بكل الوسائل المتاحة بالتوجه الى:
الالتزام بالدستور وتعزيز الحريات المسؤولة، وقف التجاذبات الناتجة عن اختراق الخارج للداخل، والعمل لوطن واحد يتمتع بالحرية والاستقلال عن الخارج، وانتاج حكومة فعالة لها برنامج يستجيب للمتطلبات الشعبية، وضرورة وضع جدول زمني لحل المشاكل التي تنتظر الحكومة القادمة وذلك لسد الفجوة بين المواطن والحكم، ولا بد وبإصرار العمل على تعزيز ثقافة المقاومة بين كل مكونات المجتمع اللبناني لمقاومة العدو والجهل والبطالة والفقر والفساد، وهذا يقتضي استبعاد كلمة الطوائف من الخطاب السياسي والاعلامي واستبدالها بكلمة مكونات وتفادي التصعيد الكلامي بينها، وتعزيز العلاقة بين مؤسسات الدولة، واشتراكها في وضع السياسات الداخلية التفصيلية (الامنية والاقتصادية والاعلامية والتربوية والمالية والكهربائية والثروة البترولية والغازية وسوى ذلك وكذلك السياسة الخارجية) التي يقتضي ان تنفذها الحكومة بحيث يعرف المواطن اطار العمل لدور الدولة اللبنانية غير المعروف الى الآن لديه، والاتفاق على الخطوط الرئيسية للسياسة الخارجية للبنان والتأكيد على استبعاد لبنان عن سياسة المحاور الاقليمية والدولية التي تعصف في المنطقة، والتأكيد على حرية الاعلام في إطار مراعاة المصلحة العامة، وهذا يتطلب لقاءً اسبوعياً بين ممثلي المؤسسات الرئيسية للدولة اللبنانية وذلك للمتابعة.
قبل كل ذلك وبعده، الدعوة للكف عن التدخل في القضاء واحترام استقلاله ورفع كفاءته حتى تكون العدالة القضائية احد اهم عوامل الاستقرار في الدولة اللبنانية.
التمسك بما اسلفناه يساعدنا في تعزيز السلم الاهلي وتوفير قدرة لبنان على مواجهة المستجدات والتهديدات بكل اشكالها وانواعها ومصادرها، هذا والمقاصد دائماً تبني الاجيال على المواطنة التي يحتاج لها البلد فلها منا كل المحبة والتقدير، ويدنا بيدها نحو مجتمع افضل يسوده الامان والسلم الاهلي.
هذا وستبدأ المنسقية العامة لشبكة الأمان للسلم الاهلي خطوات عملية على كل ما اوردناه، فنأمل مشاركتكم بذلك لنجاح هذا العمل والوصول الى الهدف المنشود، ونعتبر كلمة سماحة السيد علي فضل الله وكلمة الاستاذ بسام برغوث بإسم جمعية المقاصد الاسلامية من وثائق هذا اللقاء.
* كلمة المنسق العام لشبكة الأمان للسلم الأهلي.
** كلمة ألقيت في الاجتماع المنعقد في «جمعية المقاصد الاسلامية» - كلية التمريض – بيروت.