انها إحدى أبرز سيدات مصر، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المصرية، عضو المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب, عضو مجلس نقابة المحامين المصرية, من القيادات البارزة بثورة 25 يناير انتقلت إلى رحمة الله تعالى، مقرها الجنة بمشيئة الله.
نبكي المحامية القديرة والقاضية الحكيمة وفقيهة الدستور المصري بوقفاتها المشهودة لها, نبكيها بشدّة، نحزن كثيرا لغيابها ورحيلها الصادم لأرواحنا والمفاجئ لحياتنا المستمرة فينا المرأة القوية مع لين حضاري قلّ مثيله وكفاح سيدة عربية كانت أكبر من كل المناصب، التزامها الكبير بعروبتها، بوطنيتها المصرية والعربية والتزامها الكبير بالناصرية وزعيمها جمال عبد الناصر.
عندما كنا نراها في ميادين النضال والكفاح نهرع إليها، نسرع الخطى تنتصب أمامنا كما أهرامات مصر التي نرى فيها حضارات مصر القديمة العظيمة، وترى في ملامحها عمق هذا التاريخ الممتد من غابر الأزمنة إلى حيث تقف هي وكأنها تقول: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد، ومن نجد إلى يمن إلى مصر فتطوان.. يفتش أحدنا على ألقاب تليق بما تختزنه بشخصيتها من علم وثقافة، قانون ومحاماة وقضاء وسياسة وإيمان ووطنية وعروبة فلن نهتدي، ونراها مع تاريخ خولة بنت الأزور وجميلة بو حيرد ودلال المغربي وسهى بشارة، وتراها في عبور الجيش المصري للقناة وقبله جندية مقاتلة في حرب الاستنزاف العظيم، نراها في كل مؤتمر لاتحاد المحامين العرب وكل لقاء قومي للمحامين فتبعث فينا كل الأمل والاطمئنان بمستقبل باهر ونصر أكيد.
نصرخ ونقول من يعوّضنا عن رحيلك أيتها الأخت والزميلة والمناضلة والمكافحة تهاني الجبالي. إنّا للّه وإنا إليه راجعون كل نفس ذائقة الموت والبقاء للّه ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
تعازينا لمصر أم الدنيا ولاتحاد المحامين والقضاء المصري ولكل من عرف هذه المرأة العربية المناضلة مثال العزّة والكرامة وطيب النفس والثقة بالذات. ولأسرتك ولروحك الرحمة والمغفرة ورضى الله وجناته المعدّة للمتقين ولنا الصبر والسلوان.