بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الأول 2018 12:00ص جدار المطالب السياسية يتهاوى أمام ضغط فرنسي وتطورات الإقليم

الحكومة على قاب قوسين من الولادة ما لم تعبث الشياطين في التفاصيل

حجم الخط

حقيبة الأشغال لا تزال عقدة بين «المردة» و«الوطني الحر» و«حزب الله» قد يدخل  على خط الحلحلة

 
ما شهده «بيت الوسط» في الساعات الماضية يوحي بأن العدّ التنازلي لولادة الحكومة قد بدأ، وان الضغوط الدولية وفي مقدمتها الضغوط الفرنسية قد أحدثت فجوة كبيرة في الجدار العالي للمطالب السياسية التي حالت منذ ما يقارب الخمسة أشهر دون انتقال عملية التأليف من المربع الأول.
وبذلك، فإنه في حال بقيت المناخات السياسية على حالها كما كانت في الـ48 ساعة الماضية فإننا سنكون أمام حكومة مكتملة الاوصاف في غضون أيام قليلة ربما لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، من دون اغفال قدرة الشياطين التي عادة ما تسكن في التفاصيل على التعطيل وتبديد الآمال بالتأليف مجدّداً.
ووفق رصد مُكثّف للمتابعين لمسار التأليف فإن سقوف المطالب العالية لغالبية الأطراف السياسية إن في ما خص عدد الحصص أو توزيع الحقائب بدأت تنضوي وتتراجع وهي ترجمت عملياً بمرونة عالية في الشوط الذي يُعتقد انه سيكون الأخير من المشاورات التي قام بها الرئيس المكلّف سعد الحريري والتي توّجها بلقاء بقي بعيداً عن الأنظار بينه وبين الوزير جبران باسيل ليل أمس الأوّل في بيت الوسط بعد نهار حافل من اللقاءات قام بها الحريري مع عدد من القوى السياسية ان عبر لقاءات مباشرة أو عن طريق التواصل مع موفدين أو عبر الهاتف.
حتى هذه اللحظة، العقدة «القواتية» التي كانت توصف بأم المعارك مع «التيار الوطني الحر» قد فكفكت من خلال عرض لم تعترض عليه معراب يقضّي بحصول «القوات» على أربعة مقاعد هي ثلاثة حقائب + نيابة رئيس الحكومة من دون حقيبة، كما ان العقدة الدرزية وضعت على طريق الحل من خلال قبول النائب وليد جنبلاط بحقيبتين على ان يكون الدرزي الثالث مقبولاً من الجميع، غير ان هذا الطرح ما زال موضع أخذ ورد في ظل مناخات بعيدة هذه المرة عن التشجنات.
اما في ما يتعلق بتمثيل النواب السنّة الذين هم من خارج مدار «المستقبل» فإن الأجواء توحي بأن هذا «اللقاء» لن يكون له الحظ في دخول الجنة الحكومية، وقد استبق النائب فيصل كرامي الوصول إلى هذه الخاتمة غير السعيدة بقوله: «اننا نعاقب لوقوفنا إلى جانب المقاومة ونفتقد دعم الحلفاء» وهذا الموقف لكرامي عشية بروز مؤشرات تؤكد اقتراب ولادة الحكومة يفسّر على انه تبلغ ممن يعنيهم الأمر بأنهم لن يستطيعوا الاستمرار بالوقوف إلى جانبه على مستوى التوزير كي لا يفسّر مثل هذا الموقف بأنه وضع عصي في دواليب التأليف وان مثل هذا الاتهام لا يتحمله هذا الفريق الداعم للنائب كرامي ومن معه ممن أطلق عليهم تسمية اللقاء التشاوري للنواب السنّة، من دون ان يعني هذا الموقف غير المعلن للنواب السنّة على انه فك ارتباط، بل على أساس انه موقف مسهّل لولادة هذه الحكومة في هذا الظرف المحلي والإقليمي والدولي الحسّاس.
ولا تخفي مصادر مطلعة وجود حقائب ما تزال في دائرة الخلاف والتجاذب وهي انحسرت في الساعات الماضية بثلاثة هي العدل والاشغال والتربية حيث ان «القوات اللبنانية» ما تزال ترفض ان تتولى حقيبة التربية وهي تطالب بالعدل، بينما يريد الحزب التقدمي الاشتراكي التربية، فيما العقدة التي ما تزال الأبرز فهي تتعلق بوزارة الاشغال التي يتمسك بها «تيار المردة» في حين ان «الوطني الحر» يريد ان تكون من حصته.
ولا تستبعد المصادر في هذا الإطار ان يدخل «حزب الله» وكذلك الرئيس نبيه برّي على خط المعالجات لاحتواء حالة التأزم القائمة بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية، وان الوصول إلى حل في اعتقاد المصادر ليس مستبعداً وان كان يحتاج إلى بعض الوقت لأن التجارب دلّت على انه من الصعب إقناع أي من الطرفين بسهولة كونهما ينطلقان في مقاربة هذا الموضوع من خلفية سياسية متردية بينهما.
وإذا كانت الأجواء السياسية تميل إلى ان التشكيلة الحكومية باتت في قبضة اليد، فإن مسألة إسقاط الأسماء ربما لا تأخذ وقتاً طويلاً خصوصاً وان أسماء غالبية الذين سيكتب لهم الحظ في الدخول إلى الحلبة الحكومية باتت معروفة لا بل محسومة على الرغم من محاولة البعض وضع ما يتسرب من أسماء في خانة المناورات.
وفي رأي المصادر ان ما يُعزّز الاعتقاد بأن تأليف الحكومة بات على قاب قوسين أو أدنى هو تواصل الرئيس برّي الموجود في جنيف مع بيروت وابلاغ بعض الذين تشاور معهم بأنه سيكون بدءاً من اليوم الأربعاء على استعداد لمغادرة سويسرا والعودة إلى بيروت بعد وضع اللمسات الأخيرة على ولادة الحكومة، مع الإشارة إلى ان الرئيس برّي أكّد انه لن يُغيّر عادته في الكشف عن أسماء الذين سيمثلونه في الحكومة في الربع الأخير من الوقت الذي يسبق التأليف.