بيروت - لبنان

اخر الأخبار

22 تشرين الثاني 2022 08:04ص جرّصتونا باستقلالكم الفارغ من أي مضمون

حجم الخط
ساسة لبنان، هل تعلمون أنّ العلم السياسي يعتبر الإستقلال هو تحـــــرُّر شعب ما من نير محتَّـــل بالقوة المسلحة أو بأي وسيلة أخرى ربما تكون بالطرق الدبلوماسية مثلاً؟... هل تعلمون أنّ العلم السياسي يعتبر حالة الإستقلال المشروط هي شبه إستقلال وبالتالي فعلْ مزيّف، حيث الإستقلال يكون كاملاً أو لا يكون؟... هل تعلمون أنّ الإستقلال الحقيقي يشترط حكّام أصحاب أخلاق حميدة يطبّقون القوانين المرعية الإجـــراء ويطوّرون البُنية العسكرية الدفاعية لقواتهم المُسلحة؟ لا كما تتصرفون أنتم، والإستقلال يشترط فيما يشترط عدم الخضوع لأي مستعمر أو متعاطٍ مع دولة خلافاً للقانون الدولي ولقانون العلاقات الدبلوماسية فيما بين الدول.
ساسة لبنان، يبدو أنّ مفهوم كلمة إستقلال يا سادة لم يدخل عقولكم وتصرفاتكم لأنكم تخضعون للإملاءات الخارجية ولأنكم تُجيّرون السيادة للغريب، ولأنكم أفسدتم كل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية وأمعنتم بفسادكم حتى وصلتم إلى طعن الديمقراطية وزوّرتم الإنتخابات وتقاسمتم السلطة وتخاصمتم فيما بينكم على مغانهما... لقد أحدثتُم هزّات سياسية - اقتصادية - مالية - إجتماعية عنيفة في وطننا كما وسعّتم آفاق السرقة وتجيير الحقوق كي تكسبوا كُرسي حُكْم مُخلّع... الإستقلال الحقيقي يا أشباه رجال سياسة هو حرية الوطن الطبيعية التي اغتصبتموها علناً ومن دون خجــل أين هو ضميركم؟ سؤال أطرحه سُدىً لأنّ لا ضمير لكم...
ساسة لبنان، إنّ مجرّد الإستمرار في نهجكم العاهـر والفاسد هو التسلُّط المباشر على مقدرات الدولة ولقد تحقق هذا الأمر ويا للأسف عن طريق تزوير الإنتخابات ومصادرة السلطة في كل مكوّناتها وفي السيطرة الميليشياوية القائمة خلافًا لوثيقة الوفاق الوطني، إضافةً إلى إحكام سيطرتكم على الاقتصاد الوطني والحياة الاجتماعية للمواطنين وتستخدمون مفهوم كـــمّ الأفواه تحت حجج واهية صفراء كإصفرار وجوهكم المائتة ضميرها.
ساسة لبنان، إستقلالكم تنظير بتنظير وسيادة مزيّفة لا بل منتهكة أمام أعينكم وتحت إشرافكم ولا خجل من الإستمرار في لعبة الزنى السياسي بحق الوطن، ماذا يعني مفهوم إستقلالكم المتجرّد من كل مضمون؟ وهذا الإستقلال الذين تتغنّون به إستقلال متعذِّر ويفتقد كل مقومات السيادة. إستقلالكم زائف ويتزامن مع دول تتحكّم بدولتنا وقائم في دولة ضعيفة لا تمتلك قرارها ولا سيادتها المطلقة لا بل العديد منكم يبيع ويشتري والأنكى بلغت لغة الزنى السياسي معه أنه يُسابق الجميع على بيع ما تبقّى من وطن وذلك لترجمة أحلامه الفاسدة كفساد تربيته وأخلاقه العقوقة أي نوعٍ من البشر أنتم، فعلاً إللي إستحوا ماتـــــــــــــــــــوا لا ذرة كرامة عندكم.
ساسة لبنان، وطن مثقل بالأزمات والتحديات وتطلبون من اللبنانيين الاحتفال بعيد الاستقلال الـ 79، وتقتصر المراسم على خطابات نسمعها كل سنة ولكن وضعكم الخطابي كشخص يريد أنْ يُملء المياه بسلّة قش، عن أي إستقلال تتحدثون في خطبكم هل عمّا أرسيتموه من نظام حالي فاقد لكل أبسط مندرجات الديمقراطية؟ هل عن الصراعات الطائفية والمذهبية التي أنتجتها سياساتكم الفاشلة وارتباطكم بمحاور إقليمية متصارعة على الأرض اللبنانية... نحن والشعب اللبناني نُشكِّكْ بهذا الإستقلال ونرفض معناه المزيّف...
ساسة لبنان، إنّ واقع الإستقلال المزيف الذي تحتفلون به يدفعنا كلبنانيين مقيمين ومغتربين إلى عدم الإكتراث بالمعاني التي تطلقونها إحياءً لهذه المناسبة لأننا لم نعش إستقلالاً فعلياً ولن نعيشه طالما أنتم في سُدّة السلطة بسبب دكتاتورية ميليشياوية جعلتموه محكوماً بتداعيات موقعه بين الشرق والغرب حيث جيّرتم السيادة لهذه الميليشيا وأضحتْ الأرض اللبنانية ورقة إبتزاز بيد هذه الأنظمة الفاعلة في المحيط اللبناني.
ساسة لبنان، إعلموا أنّ هناك ثورة شعبية على باطلكم وستكون مشعلاً للحرية والعزّة والإباء ومثالاً حيّاً يُحتذى به على صعيد كل اللبنانيين. في تلك الثورة هناك فعل تمرُّد على كل ما يُصادر الحياة السياسية اللبنانية وكل من يُصادر الإستقلال الحقيقي وكرامة اللبنانيين والقرار الحر... شهادتنا في ذكرى الإستقلال تشكّل صرخة حرية صادقة جرّصتونا بإستقلالكم الفارغ من كل مضمون...