بيروت - لبنان

اخر الأخبار

30 كانون الثاني 2018 12:52ص جلسة الحكومة على المحك الخميس بعد عاصفة باسيل خوفاً من أن تتعرض لاهتزازات قد تطيح بها

حجم الخط
استيقظ الوسطان السياسي والشعبي امس على عاصفة سياسية كبيرة غير محدودة الابعاد، وذلك من خلال ما اطلقه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من كلام عنيف وغير مقبول بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري، هذا الكلام الذي اتى تكريسا  لخلافات واضحة وقديمة في كثير من الامور بين رئيس المجلس النيابي ورئيس الجمهورية  العماد ميشال عون حتى قبل انتخابه، بدأت تترسخ يوما بعد يوم وتتوسع وهي ظهرت مؤخرا وبشكل علني منذ قرابة الشهرين على خلفية مرسوم اعطاء اقدمية لضباط 1994، وهذا الشرخ في العلاقة توسع حتى وصل الى حد الانفجار على اثار اطلاق «القنبلة النووية» المدوية من قبل باسيل كما وصفها مصدر نيابي لـ«اللواء»، ومن الاثار المباشرة لها هدم كل ما يمكن ان يعترض طريقها من وساطات.
واشارت هذه المصادر الى ان موقف وزير الخارجية الذي شكل صدمة سلبية للجميع لا يمكن بأي شكل من الاشكال ان يمر مرور الكرام، لافتة الى انه ستكون لذلك تداعيات سلبية ملحوظة على مجمل الاوضاع في المرحلة المقبلة، وذكّرت هذه المصادر بانها ليست المرة الاولى التي يوجه فيه وزير الخارجية كلاما جارحا وغير مقبول لمقامات كبيرة في البلد، وهذا الامر واجهه الرئيس تمام سلام في حكومته عندما تقصد باسيل شن هجوم فاضح وغير لائق وفيه قلة احترام وتهذيب الى الرئيس سلام امام وسائل الاعلام خلال احدى جلسات مجلس الوزراء التي كان يرأسها في السراي الحكومية.
وشددت المصادر على انه لا يمكن ان تستمر الامور على هذا المنوال، خصوصا اننا في مرحلة حساسة ودقيقة ولا يستطيع البلد تحمل اي خضات سياسية من شأنها ان تتحول الى هزات امنية لا احد يعلم الى اين يمكن ان تأخذنا، وأبدت المصادر تخوفها من الوصول الى هذه المرحلة حيث يكون الجميع خاسرا ويدفع لبنان ثمن هذا الانقسام، خصوصا بعد ما شهدناه بالامس من تعبئة شعبية انفجرت في الشارع من خلال تسكير طرقات وحرق دواليب وغيرها من اعمال شغب وعنف. وترى المصادر انه للاسف اصبح ترقيع الامور صعباً وهذا الامر من شأنه ان ينعكس على الحكومة وعملها.
وفي هذا الإطار، افادت مصادر وزارية «اللواء» انه ورغم تحضير جدول اعمال مجلس الوزراء فان هناك تريثاً بالدعوة لعقد جلسة بانتظار ما ستؤول اليه الامور واتصالات التهدئة التي من المتوقع ان تنشط في الساعات المقبلة، رغم ان الوزير علي حسن خليل اعتبر ان كل الخطوط الحمراء سقطت، بإعتبار ان هناك خوفاً من انعكاس الخلاف السياسي على اجواء جلسة مجلس الوزراء التي قد تتعرض لارتدادات من جراء الاهتزازات السياسية الجارية، ولكن تعود المصادر وتعتبر انه لا يزال هناك امكانية لمعالجة الامر من خلال اتصالات هادئة ومتروية وبعيدة عن اي عصبيات. وتنقل هذه المصادر انزعاج رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري الكبير حيال تطور الخلاف بين الرئيس بري «والتيار الوطني الحر» خصوصا ان رئيس مجلس الوزراء حاول التوازن في علاقته برئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب لكنه لم يفلح بذلك.
وتشير المصادر الى ان مواقف الرئيس بري كانت داعمة ومؤيدة دوما للرئيس الحريري الذي هو اليوم في موقع لا يُحسد ابدا عليه، وتعتبر المصادر ان الفريق الاكثر حرجا على الساحة السياسية هو «حزب الله» من خلال علاقته «بالتيار الوطني الحر»، وترى المصادر ان تصعيد التيار تجاه حركة «امل» قد يكون مقصودا من اجل احراج الحزب والابتعاد عنه، حيث ترى المصادر ان لا مصلحة للتيار باستمرار تحالفه مع «حزب الله» في هذه الظروف حيث التهديدات الدولية لا سيما المالية تحاصره، من هنا فان التيار الوطني الحر يرى ان الهجوم على طرف شيعي حليف لحليفه قد يكون سببا لانقاذه من الحصار المالي والمصرفي عليه، وفي الوقت عينه فإن الحزب لا يستطيع الاستمرار بالسيطرة على مشاعر جمهوره.