بيروت - لبنان

اخر الأخبار

12 آب 2022 11:22ص جنبلاط لوفد "حزب الله" : مصلحة لبنان في انتخاب رئيس حيادي

حجم الخط
يأتي اللقاء الذي عقد بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ووفد من "حزب الله" في ظروف بالغة التعقيد يمر بها لبنان، بعد انسداد مخارج الحلول في أكثر من اتجاه. وباعتبار أن الأوضاع الاقتصادية والحياتية لا تقل سوءاً عن التخبط السياسي الذي يعيشه البلد، مع وجود "توافق" على عدم تأليف الحكومة بين العهد ورئيس الحكومة المكلف نجيب الميقاتي، في ظل مخاوف تكبر من عدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري . وقد جاء هذا اللقاء، شعوراً من الجانبين بضرورة التلاقي بحثاً عن قواسم مشتركة، علها تفيد في إخراج لبنان من هذا المأزق الذي ينذر بمضاعفات لا يستهان بها، إذا بقي الوضع على ما هو عليه .

وتكشف معلومات لموقع "اللواء"، أن اللقاء بين جنبلاط ووفد الحزب، كان في غاية الصراحة، وتناول البحث في معظم الملفات السياسية والاقتصادية، حيث عرض كل طرف لموقفه منها، وسبل المعالجة، بما يخفف من معاناة الناس في هذه الظروف الصعبة. وإلى جانب ملف الترسيم البحري الذي أخذ حيزاً من النقاشات، حضر الاستحقاق الرئاسي الذي يتصدر واجهة التطورات السياسية، بحيث كان جنبلاط واضحاً، لناحية أن مصلحة لبنان تقتضي انتخاب رئيس حيادي وعلى مسافة واحدة من الجميع، وتجمعه علاقات طيبة مع العالم العربي، وقادر على استعادة الثقة بالعالم والمؤسسات الدولية. وأنه من الضروري أن تكون علاقات لبنان العربية، وتحديداً الخليجية على أفضل ما يرام، باعتبار أن لبنان لا يستطيع الوقوف على قدميه إذا كانت علاقاته مع الخليج ليست على ما يرام .

وأشارت المعلومات، إلى أن وفد "حزب الله"، شارك جنبلاط بأهمية العمل من أجل التخفيف من تداعيات الأزمة الاقتصادية، واتخاذ المزيد من الخطوات التي تخفف من معاناة المواطنين، كذلك التأكيد على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، متسائلاً عن الأسباب التي تمنع تشكيل حكومة حتى الآن، لكن لم يتم التطرق خلال اللقاء إلى أي اسم من الأسماء المرشحة للرئاسة، سيما وأن أي تبن، لاسم محدد، لا بد وأن يكون نتيجة تشاور مع الحلفاء . وإن كان "حزب الله لا زال داعماً لانتخاب رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية، فيما لا يبدو رئيس "الاشتراكي" مؤيداً لهذا الخيار، ويميل إلى اختيار شخصية معروفة بنزاهتها وتجردها. وهنا لم يخف جنبلاط تأييده لانتخاب الوزير السابق زياد بارود رئيساً للجمهورية، لما يتمتع به من مواصفات تؤهله لهذا المنصب .

وفيما يتوقع عقد لقاء آخر بين الطرفين في الأيام المقبلة، اقتناعاً من جنبلاط والحزب، بأن لا مفر من الحوار على كيفية الخروج من هذا المأزق، إلا أنه لم يتم التطرق إلى الملفات الخلافية بينهما، حيث كان توافق على وضعها جانباً في هذه الظروف، بانتظار أجواء أكثر ملاءمة، لتقريب المسافات وردم الهوة بشأنها، على أن تكون ل"حزب الله" وجنبلاط لقاءات مع الحلفاء في مرحلة لاحقة، لتنسيق المواقف من الاستحقاقات المقبلة، وفي المقدمة موضوع الانتخابات الرئاسية. إذ علم موقع "اللواء"، أن قوى الأكثرية النيابية، ستلتقي رئيس "التقدمي"، في سياق التشاور بشأن الانتخابات الرئاسية، وإمكانية تبني المعارضة لأحد الأسماء .

أما "حزب الله"، ورغم الانفتاح الذي أبداه على صعيد هذا الاستحقاق، فلا يبدو مستعداً حتى هذه الساعة، للتخلي عن فرنجية لرئاسة الجمهورية، لأسباب عديدة، ما يجعل الأمور على درجة كبيرة من الصعوبة، لجهة التوافق على مرشح إجماع، الأمر الذي يفتح أبواب الشغور الفراغ الرئاسي على مصراعيها، كلما اقترب الموعد الدستوري لهذا الاستحقاق.