بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 أيلول 2022 12:00ص حَمَى الله العراق شعباً ووطناً ودولة

حجم الخط
الترياق العربي يأتي لأمته العربية غالبا من العراق وبالعراق ومن شعب العراق ويأتيك منبّها ومحذّرا من ما هو قائم وجارٍ وهو الأسوأ حاليا في تاريخ الأمة، وها هو العراق الأشم يرسم لك طريق التغيير والتحرير والتصحيح وها هو رجل الدين الثائر رئيس التيار الصدري بالعراق العلّامة مقتدى الصدر، سليل عائلة الإيمان والوطنية والعروبة آل الصدر الكرام، نراه شامخا اليوم لحماية العراق وشعبه العظيم الذي قاوم الغزاة الأميركيين وحلفائهم العلنيين والمخفيين وعاد العراق وطنا حرا سيدا مستقلا رافضا أية وصايات أو انتدابات أو تدخلات في شؤونه وأوضاعه بمنطق الحق والوطنية التي هي مسؤولية كل مواطن شريف يكون ولاءه الوطني قبل وفوق أي اعتبار وعلى هدي ذلك تقوم العلاقات بين الدول وتُبنى الصداقات والجوار وحسن الجوار. والشعب العربي يرحّب بالصداقات بين الشعوب الحرة والدول الصديقة وبين أمته العربية ودولها.
وللتذكير أذكر، أصدر مجلس النواب العراقي يوم الخميس ٢٥ أيار ٢٠٢٢ بإجماع الحاضرين قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل وإنزال أشدّ العقوبات والتي تصل إلى الإعدام أو السجن المؤبد ومنع إقامة أية علاقات دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية أو اقتصادية أو ثقافية أو أي شكل أخر من العلاقة معه أو الانتساب والعمل أو قبول المساعدة من أي جهة إسرائيلية ومنع الترويج لأي فكرة أو ايديولوجيا تابعة لها، وتطال العقوبات كل من سافر إليها وكل من زار إحدى سفاراتها أو مؤسساتها في دول العالم كافة أو اتصل بأي منها، وكان رئيس المجلس النيابي قد اعترض على ذكر اسم دولة إسرائيل في البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي انعقد بالقاهرة الاسبوع الماضي وطالب باستبدالها بالكيان الإسرائيلي المحتل.
إن ما يجري الآن في العراق الصابر والذي عانى شعبه من هول غزوات المجرمين الأميركيين وغيرهم من الطامعين يدمي القلوب ويقتل فينا الآمال بحاضر مستقر وأمل مشرق منتظر لأن أي تصدعا وتقاتل بين الشعب العراقي الواحد الموحّد يأخذ العراق الى حروب أهلية دموية لا تبقي ولا تذر والى التقسيم والتفتيت والى الفوضى الهدّامة التي رسمها لنا العدو الصهيو-أميركي مقرونة بزرع الفتن والتقاتل لإنهاء العراق دولة وشعبا ومؤسسات، وهذا هو المخطط الجهنمي الذي رسم للمنطقة العربية والذي رأينا مثيله في سوريا، واليمن وليبيا والسودان والذي ما زال يطلّ بقرنه في لبنان..
هذا الوضع الكارثي على الأمة يحتاج إلى قيادات حكيمة وواعية ومدركة لمخاطر ما يرسم وما يخطط للمنطقة وللدول العربية، والعراق المليء بالقيادات الحكيمة وما يأتينا من حكماء العراق وقياداته الوطنية وما صدر بالأمس الأحد عن التيار الصدري من رؤية جديدة لعراق مختلف تسوده المحبة والعدالة ومن دون مليشيات (وكنا قد حذّرنا من مخطط إجرامي على دول المنطقة العربية بدون استثناء بإسقاط الجيوش وإحلال المليشيا) ومن دون محاصصة طائفية ودعا بشجاعة نادرة إلى عدم مشاركة كل القوى والأحزاب العراقية بما فيها تياره الصدري التي شاركت في حكومات ما بعد ٢٠٠٣ في الحكم. وكان ما يعرف بالوزير القائد الصدر دعا الجميع إلى عراق جديد لا تبعية فيه ولا مليشيات ولا احتلال ولا إرهاب ولا فساد ولا مخدرات، ولا سلاح منفلت ولا أحزاب مجرّبة فيه، ولا مجرّب بحزب فيه، ولا دولة عميقة ولا طائفية فيه. وأعلن الصدر إدانته الشديدة لاستخدام السلاح بل أخذ موقفا بطوليا بكبر العراق نفسه للامتناع عن العمل السياسي وهذا يضع الجميع أمام الامتحان الحقيقي مَن مع العراق الوطن والشعب والدولة العراقية؟! ومَن مع بيع العراق وشعبه ودولته؟!
استطاع السيد الصدر إسقاط الفتنه بتحريمه الاقتتال بين الشعب العراقي الواحد وقال قاعدة الشرع الإسلامي بالاقتتال الأخوي، القاتل والمقتول كلاهما في النار، واستجابت جماهير التيار الصدري لقيادتها فورا وانسحبت من الميادين وأفشلت المؤامرة، لقد قدم السيد الصدر رؤيته الصائبة لحل المشكلة وهي الطريق الصحيح والسليم للحل المنشود وعلى كل الدول العربية المتصارعة تبني هذه الرؤية الوطنية بكل المعايير الوطنية والقومية والإسلامية باعتبارها التي تحقق الأمن والأمان والسلام وتقفل أبواب الفتن المشرعة للقريب وللبعيد لإضعاف الوحدة الوطنية للشعب العراقي وإلحاقه بدول أخرى.
أن حماية العراق وحماية عروبته وإستعادة دوره الرائد هو المدخل لحماية كل المنطقة العربية. حمى الله العراق شعبا ووطنا ودولة.