بيروت - لبنان

اخر الأخبار

16 تموز 2022 12:00ص «حبّوا بعضكم!»

حجم الخط
هذه وجهة نظر شخصيّة في موضوع حسّاس وشائك وله تردداته وآثاره، راجياً من القارئ الكريم قراءتها بأكملها، بتروٍ وإمعان، ودون تسرّع في الاستنتاج.
لأسباب تاريخيّة ومذهبيّة وفكريّة ونفسيّة وتربويّة وديمغرافيّة وغيرها، لم يتكوّن لدى سُنّة لبنان العصبيّة المُماثلة الموجودة لدى الأقليات الأخرى التي نشاركها الوطن.
وبغضّ النظر عن موقفي... إذا كان ولا بُدّ، والأمر ضرورة ماسّة (ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله)، فإن العمل لخلق عصبيّة يحتاج الى:
- دراسة تجارب الآخرين في لبنان والخارج،
- التمحُّص والتدقيق والغوص في التفاصيل والحيثيّات والدهاليز والمَطبّات اللبنانيّة،
- الجهد المتواصل والإعداد الشامل المتكامل لخلق قضيّة تكون محور تلك العصبيّة،
- تأمين النواحي الماديّة واللوجستيّة والحشد الإعلامي والأرضيّة لإطلاق «القضيّة»،
- تأمين شبه إجماع حول «القضيّة»، والعمل دون كلل أو ملل على استغلال أي مناسبة أو حادث أو موقف لحقن النفوس وتوتيرها، وإطلاق النزعة والنعرة والتطرف والغلو، والحثّ والتحفيز المتواصل على مدى سنوات طويلة.
ولذا (قطعاً) لن تنجح الدعوة عبر مجرّد التساؤل «ليش نحنا ما منحب بعض»، وعبر إطلاق نغمة وشعار «حبّوا بعضكم» التي يُطالعنا بها البعض عن حماسة وانفعال، أو عن شعبويّة ومزايدة، أو عن أسى واحباط وقهر... أو حتى لمجرّد أن معدنه طيّب و«عا سلامة عينه»!