بيروت - لبنان

اخر الأخبار

3 كانون الثاني 2023 11:41ص حذر مشترك من تداعيات الشغور على الاستقرار الداخلي

توافق الراعي و"حزب الله" على الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية

حجم الخط
لفتت بالشكل والمضمون، زيارة وفد "حزب الله" إلى بكركي بعد انقطاع، باعتبار أنها جاءت في وقت بالغ الدقة، حيث الشغور الرئاسي الذي يثير الكثير من المخاوف التي لا يترك البطريرك بشارة الراعي مناسبة، إلا ويحذر من تداعياته على الأوضاع الداخلية، في ظل انسداد مخارج الأفق وغياب المؤشرات بقرب انتخاب رئيس جديد للجمهورية . وإذا كان وفد الحزب قد أشار إلى أن الزيارة كانت للمعايدة، إلا أنه وبحسب معلومات "موقع اللواء"، قد تم خلالها عرض مختلف الأوضاع على الساحة الداخلية. وكان الملف الرئاسي الطبق الأساسي بين المجتمعين . وشرح البطريرك الراعي لمخاطر استمرار الشغور على الاستقرار الداخلي، ما يحتم إسراع النواب في انتخاب رئيس للجمهورية، وليس الإبقاء على الورقة البيضاء التي تطيل عمر الأزمة، ولا تفسح في المجال أمام تجاوز هذا المأزق .
وتأتي أهمية الزيارة، في ظل انتقادات متصاعدة للبطريرك الراعي لتقاعس النواب في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومن خلفهم ل"حزب الله" وحلفائه الذين يقترعون بورقة بيضاء، وكذلك في ظل إصراره على عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لإنقاذ لبنان من أزماته، في وقت استبعدت مصادر مقرّبة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، "عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية هذا الأسبوع"، مشيرة إلى أن "الرئيس بري سيعطي فرصة إضافية لإمكانية التواصل بين القوى والكتل السياسية ولمزيد من المشاورات فيما بينها". وعلم أن الرئيس بري يحاذر في أي دعوة لجلسة حوار جديدة، لأنه لم يلمس رغبة صادقة من بعض المكونات السياسية في تسهيل مهمته، سعياً لولوج طريق الانتخابات الرئاسية، وبما يسهل أن يكون هناك رئيس للبنان في الأشهر الأولى من العام الجديد . لكن ذلك لن يمنع الرئيس بري كما ذكرت مصادره، من أن يعاود مساعيه إذا وجد أن الأجواء باتت ملائمة، ويمكن أن يخرج الحوار بنتيجة إيجابية .
وأشارت المعلومات، إلى أن البطريرك الراعي قال للوفد، إن انتخاب رئيس للجمهورية، يعيد الاعتبار للمؤسسات، ولا يسمح بإبقاء الخلل القائم، لأن البلد دون رأس، وهذا أمر في غاية الخطورة، ولا يمكن القبول به، ما يفرض على النواب الإسراع في انتخاب الرئيس العتيد، وليس أخذ المزيد من الوقت للاتفاق على اسم، وهو أمر قد لا يحصل في وقت قريب، مع ما لذلك من مخاطر جسيمة على البلد .  دون أن يحصل على جواب مقنع من جانب وفد "حزب الله" الذي تمسك بأهمية الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، سعياً من أجل حصول توافق على الشخصية التي قد يصار إلى انتخابها رئيساً للجمهورية . ولكن كان هناك توافق مشترك على ضرورة تهيئة الأجواء أمام انتخابات رئاسية في أقرب وقت، لما فيه مصلحة البلد والناس .
وكشفت المعلومات، أن وفد "حزب الله" أبلغ البطريرك الراعي، أن من مصلحة البلد واللبنانيين أن يحصل الانتخاب الرئاسي في أسرع وقت. وأنه ليس صحيحاً أن الحزب متمسك بمرشح واحد، أو أن يكون حسم خياره بدعم رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية للرئاسة الأولى . فهذا الموضوع لم يتخذ قرار نهائي بشأنه، وإنما لا زالت كل الخيارات واردة، بانتظار تبلور صورة القوى السياسية بشكل أوضح، حتى يصار إلى حسم المواقف وإعلان الموقف النهائي للحزب من الملف الرئاسي . وفي الوقت نفسه أبدى الوفد حرص الحزب على استمرار التواصل مع البطريركية المارونية، سيما في الملف الرئاسي، لإخراجه من عنق الزجاجة، وبما يعيد الاعتبار لعمل المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية .

كذلك جرى خلال اللقاء التطرق إلى موضوع عقد جلسات لمجلس الوزراء، وهو أمر اعترض البطريرك الراعي عليه، لناحية دعوة حكومة تصريف الأعمال للاجتماع، في ظل غياب رئيس للجمهورية . وقد أبدى الوفد تفهمه لموقف البطريرك، مشيراً إلى أن لا اجتماعات للحكومة في المدى المنظور. وأن أي أمر بهذا الخصوص، لا بد وأن يأخذ بالاعتبار مواقف الأطراف المعنية، تفادياً لأي تأزم جديد على الساحة السياسية، في وقت يجب أن تتركز الجهود على الانتخابات الرئاسية دون غيرها .