خطف حراك السفير السعودي وليد بخاري "الرئاسي" الأضواء، باتجاه رئيس حزب "القوات اللبنانية سمير جعجع، وقبله رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، في حين لفت اللقاء المطول الذي عقد بين السفيرة الفرنسية آن غريو ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، حيث كان الملف الرئاسي عنواناً أساسياً في هذا اللقاء . ووفقاً لمعلومات موقع "اللواء"، فإن هذا الحراك الدبلوماسي السعودي الفرنسي، إنما يأتي ترجمة لاجتماعات باريس الأخيرة، لناحية تفعيل المشاورات مع القيادات السياسية والروحية اللبنانية، من أجل الدفع باتجاه انتخاب رئيس جديد للجمهورية، صناعة لبنانية، بعيداً من سياسة الفرض التي كان يستخدمها حلفاء النظام الإيراني في هذا الاستحقاق .
وتشير المعلومات، إلى أن الانتخابات الرئاسية كانت الطبق الأساسي في اللقاءين الذين عقدهما السفير بخاري مع جعجع وجنبلاط، حيث نقل إليهما إصراراً سعودياً على وجوب إجراء هذا الاستحقاق في موعده الدستوري، كما هي حال الاستحقاقات الأخرى، في ظل الحديث عن قرب ولادة حكومة جديدة، بعدة عودة الرئس المكلف نجيب ميقاتي من نيويورك . واستناداً إلى هذه المعلومات، فإن الرياض، كما باريس وواشنطن، تسعى من أجل إيصال رئيس سيادي، استقلالي، يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار. وهو ما ستركز عليه هذه الحركة الدبلوماسية السعودية الفرنسية، والتي سيتسع نطاقها في الأيام المقبلة، من خلال مروحة اللقاءات الموسعة لبخاري وغريو .
وتؤكد مصادر قيادية في "القوات" لموقع "اللواء"، أن " التواصل بين الحزب والسفير السعودي، مفتوح، وهذه الزيارة تأتي في سياق الزيارات التي تحصل باستمرار، في سياق التشاور في كل الملفات، وفي كل الاستحقاقات"، مشددة على أن "موقف المملكة العربية السعودية واضح وهي تعبر عنه، لجهة رؤيتها للبنان، وما خص العلاقة معه. باعتبار أن الرياض تتكلم عن ثوابت وطنية لبنانية عربية، ولا تتدخل في تفاصيل يوميات سياسية، وإنما عن مبادئ يجب أن يكون لبنان منضوياً في إطارها، لناحية التمسك بالدستور واتفاق الطائف، وهوية الدولة في لبنان، في إطار جامعة الدول العربية. وهذا ما تؤكد عليه المملكة في كل مناسبة" .
وشددت المصادر، على أنه "يجب على اللبنانيين أن يذهبوا في هذا الاتجاه، حرصاً على انتظام عمل المؤسسات، ومن أجل حماية الكيان، ومن أجل تحصين تفاعلهم مع محيطهم العربي بالشكل المطلوب"، معربة عن أملها "ألا تطول مدة الشغور في موقع الرئاسة الأولى، لأن المؤشرات تدل على أنه لن يصار إلى انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد . وبالتالي فإن البلد مقبل على مرحلة دقيقة، تفترض تضافر الجهود، لتحصينه من تداعياتها" .
وفيما تنشط الاتصالات لتأمين أوسع مشاركة نيابية سنية في اجتماع "دار الفتوى" في الرابع والعشرين من الجاري، أشارت المعلومات إلى أن للسفير بخاري دوراً أساسياً في التحضير لهذا الاجتماع، من خلال اللقاءات التي يقوم بها مع مرجعيات الطائفة السنية ومع نوابها، في إطار حرص بلاده على تفعيل الحضور السني في التوازنات الوطنية المقبلة، ومن أجل أن يكون لسنة لبنان، دور أساسي في تسمية رئيس الجمهورية العتيد .