لا زالت المساعي جارية على قدم وساق بين سائر المكونات السياسية بغية الوصول الى قاسم مشترك والتوافق على مرشح يحظى بإجماع كل الأطراف، وهنا لا يُخفى بأن أكثر من اتصال يجري بعيداً عن الأضواء بين حزب القوات اللبنانية وتيار المردة وبين الحزب التقدمي الاشتراكي وأطراف أخرى وكذلك بين الكتائب ومستقلين والتجدد والتغيير بمعنى أن الجميع معني بهذه الاتصالات على أعلى المستويات، وفي خضم ذلك وبعد الجلسة السابعة فإن الأمور مرشحة الى أكثر من خيار، بمعنى أن البلد قادم على أزمة اجتماعية في ظل التقارير المالية والاقتصادية التي تثير المخاوف، ولكن في السياق ، المعلومات تؤكد أن زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى لبنان لمعايدة الكتيبة الفرنسية المنتشرة في بعض المناطق اللبنانية وتحديداً في الجنوب ضمن قوات الأمم المتحدة، فذلك يحمل أكثر من رسالة ليس لتفقد قواته فحسب بل انه مهتم بلبنان ولن يتخلى عنه، ولهذه الغاية عُلم أن الاتصالات بين فرنسا والفاتيكان تجددت في الساعات الماضية، وثمة مؤشرات إيجابية حول دخول فرنسا بشكل ضاغط على الملف الرئاسي من خلال تحذير الأطراف اللبنانية من مغبة ما يقومون به من استهتار واستهزاء بالشعب اللبناني في ظل الفراغ والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد، لذلك ان المرحلة القادمة وتحديداً خلال الأسابيع القليلة المقبلة قد تؤشر الى مرحلة جديدة، فإن انتخاب الرئيس سيكون بمثابة هدية الأعياد أو دخول لبنان في فراغ الى الربيع، ولكن ثمة من يشير الى أن الاتصالات الجارية وفق المعلومات المؤكدة تصبّ في خانة قائد الجيش العماد جوزيف عون بعد استحالة التقارب بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وزعيم تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية .
وعليه فإن الأيام المقبلة لن تكون كسابقاتها بل ثمة تحرك دولي مكثف وهذا ما يُنقل من العائدين من باريس من شخصيات لبنانية حيث يؤكدون بأن التسوية قد انطلقت، ولكن توقيتها غير معروف في هذه المرحلة، لكنها انطلقت وهذا عامل إيجابي في حال لم يستجد ما يعيد خلق الأوراق على الساحة اللبنانية وفي ظل الصراع الدولي الإقليمي.