ذكرت في مقالي منذ يومين تعليقا على خطاب سماحة السيد انني كنت قد اقترحت في إحدى الدراسات منذ أكثر من عشرين سنة ضرورة التوجّه شرقا. ولكن أحدا لم يأبه لذلك الاقتراح في حينه!
ان التوجّه شرقا هو أمر هام جدا للبنان ولاقتصاد لبنان. وذلك يعني التعامل مع كل الدول في شرق آسيا على أساس حرية التعامل الاقتصادي والتجاري واستكمال التعامل الغربي بالتعامل الشرقي، وليس استبدال الأول بالثاني. وهذا يعني تفعيل العلاقات الاقتصادية والتنموية مع روسيا ومع اليابان وكوريا الجنوبية والهند... بالإضافة إلى الصين. ان كل إنتاج تفاح أو زيت زيتون لبنان لا يكفي حاجة مدينة واحدة من المدن الآسيوية العملاقة! ومن غير الطبيعي أن يكون التوجّه التسويقي للمنتجات اللبنانية أن يكون تأخّر حتى اليوم في هذا الاتجاه!
كما يعني التوجه شرقا، الاستفادة استراتيجيا من التعاون مع بعض المساحات الاقتصادية الشرقية. وعلى سبيل المثال تتخطى مساحة منغوليا مليون ونصف كيلومتر مع عدد سكان يتراوح حول 3 ملايين نسمة، أو كازاخستان مع أكثر من 2.7 مليون كيلومتر مربع مقابل حوالى 18 مليون نسمة (مقارنة مع فرنسا: نصف مليون كيلومتر مربع وحوالى 70 مليون نسمة)، في حين ان اقتصاد بعض المدن الآسيوية «القريبة» مثل باكو في اذربيدجان، أصبح يتخطى الكثير من اقتصادات بعض المدن الأوروبية الشهيرة. وما الذي يمنع لبنان من الاستفادة من رقم مشابه لجارتنا قبرص (أو حتى مصر) التي تستقبل سنويا أكثر من 1.5 مليون سائح روسي؟!!
في هذا الاتجاه، من الجيد التوجه شرقا، وليس في توجه معاداة الغرب، أو في نقل لبنان من محور إلى محور. فلبنان لا يتحمّل سياسة المحاور، ولا يتحمّل أثمانها!!