بيروت - لبنان

اخر الأخبار

11 أيار 2021 12:01ص حق السودان وجمهورية مصر العربية في النيل مقدّس

حجم الخط
تعمل الصهيونية العالمية مع رأس حربتها الكيان الصهيوني منذ عشرات السنين لتحقيق حلمها بحدود من الفرات الى النيل، وقد استطاع الزعيم عبد الناصر أن يمنعها من الوصول الى ما تريد حيث نالت الأمة العربية بوجوده احترام وتعاون الدول الأفريقية ودول أميركا اللاتينية وقاد مع تيتو ونهرو دول عدم الانحياز، وجاء بعده عهدي السادات ومبارك فكان من نتائج تلك الحقبة ضمور في العلاقات الدولية وغياب عن قيادة الأمة العربية بسبب ما أفرزته اتفاقية كامب ديفيد على كافة الأصعدة إلا ان الشعب العربي بمصر العروبة بقي أميناً على الرسالة التي أرساها عبد الناصر وما زال حيث نجحت ثورة 30 يونيو 2013 في إستعادة زمام الأمور الداخلية، وعلى أمل أن يتم ذلك أيضاً على الصعيد الخارجي لتأخذ جمهورية مصر العربية دورها الوازن عربياً واقليمياً ودولياً خاصة وانها نجحت في منع تغلغل الفتنة إليها، مع الحفاظ على قوتها العسكرية وحماية أمنها الوطني.

بعد غياب عبد الناصر عمد الكيان الصهيوني الى توسيع علاقاته مع الدول الأفريقية ومن ضمنها العمل على تجفيف مياه النيل الذي يحيا ويشرب ويزرع منه كل من السودان وجمهورية مصر العربية وقدّم مع حلفائه كثيراً من المساعدات لتحريض الحبشة على بناء «سد النهضة الأثيوبي الكبير» لمنع وصول المياه إليهما وليفنيا بجفاف النيل، وما يحصل من تطبيع رسمي مع العدو الصهيوني هو بمثابة الخطوة الأولى نحو تنفيذ حكم الاعدام بشعبنا.

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى الماء في القرآن الكريم وأخبرنا عزّ وجلّ ان المخلوقات كلها من الماء وان الماء هو سبب الحياة، وان الأرض وما عليها لاندثرت بدون الماء، فالماء أساس كل شيء حي وجاء في سورة الأنبياء (30) {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، وعلم علماء الفيزياء والفضاء وعلوم الأحياء ذلك حق المعرفة، لذلك تجدهم يبحثون عن الماء في الكواكب والمجرات، فإذا أثبتوا وجوده أثبتوا بذلك وجود الحياة خارج كوكبنا.

من أجل ذلك فإن تدفق مياه النيل ووفقاً للقانون الدولي والمواثيق والمعاهدات الدولية ذات الصلة هي مسألة حياة أو موت، مما يستدعي من الأمة العربية الرد على ما يحاك من مؤامرات هنا وهناك وخاصة في السودان وجمهورية مصر العربية، ولا يجوز أن يتركا لوحدهما في الصراع بين الحياة والموت.

من هنا نرى انه لا بد من وضع استراتيجية اقتصادية ومائية وأمنية تكون أساسها بناء مشروعات مشتركة لمصلحة الشعبين وخاصة فيما يتعلق بأمنهما المائي، كما يستدعي الأمر تشكيل لجنة دائمة للأمن المائي في كل دولة عربية تضع خطط تحرك شاملة لردع كل من تسوّل نفسه منعنا من الاستفادة من مياهنا أو وضع اليد عليها بعامة أو وقف تدفق أو تخفيض حصتنا من حجم مياه النيل بخاصة.

ولا بد أيضاً من قيام تحالفات طبيعية مع الدول النيلية للحفاظ على حصة كل منهم في مياه النيل.

ليكن وقف التطبيع الرسمي مع العدو الصهيوني الرد العملي على مؤامراته حيث ان الرفض الشعبي قاطعاً وحاسماً لا مجال لتغييره.

ان الأمة العربية هي متضامنة مع السودان وجمهورية مصر العربية شاء من شاء وأبى من أبى وذلك في حقهما من مياه النيل وتقف الى جانبهما سدّاً منيعاً بوجه كل من يحاول أن ينال منه.

ان مقولة بن غوريون: « ليس مهماً أن يكون لدينا قنبلة نووية بل علينا أن نعمل لانهيار ثلاث دول هم: العراق وسوريا ومصر»، لن تتحقق فالعراق بدأ بإستعادة عافيته ويلزمه مزيداً من الوحدة الوطنية وبناء دولة المؤسسات ومتابعة تطهير أرضه من كل أعدائه، وسوريا انتصرت على الارهاب الدولي وعليها متابعة النضال في شمالها ونحن الى جانبها، ولن يستطيعوا أن ينالوا من مصر العروبة، مصر عبد الناصر، من شعبها وجيشها ومن أمنها الوطني والمائي والغذائي، طالما ان الروح الأخوية والعروبية والقومية تنبض فينا.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب