بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 كانون الثاني 2021 07:15ص «حكومة المنفى» تُعلن من باريس.. وتنتظر الاعتراف الدولي!

حجم الخط
بثقة فوق العادة، يشرح عمر حرفوش أهداف حكومته التي أعلنها قبل أيام للمنفى متوعدا المنظومة الحاكمة بخطوات على الارض بعد أن تبصر الحكومة النور.. مترقبا الاقبال الشعبي عليها ومنتظرا الشرعية الدولية لها من قبل الدول الكبرى.

هي ليست حكومة المهجر أو الاغتراب، هاتين الصفتين تفقدانها الصبغة السياسية والمطلبية. هي حكومة المنفى، يصر حرفوش، إبن طرابلس الذي غادر لبنان في عمر الـ 17 عاما قبل وضع الحرب الاهلية أوزارها، الى الاتحاد السوفياتي في ذلك الزمان حيث درس عزف البيانو في «الأكاديمية الديبلوماسية السوفياتية» ودشن عمله في تأسيس «راديو سوبرنوفا» الذي كان «الأول من نوعه في البلاد وانتشرتُ عبر مجموعة إعلامية متعددة في الصحافة والتلفزيون والمجلات» منتقلا الى اوكرانيا بعد انفراط عقد الاتحاد السوفياتي، ومن ثم متابعا اختصاصه في غربته الفرنسية «دابا الذعر لدى الحكومات في الخارج». ثم كان تأسيس «وكالة إيليت» لعرض الأزياء في 60 دولة «وقد بعت الأسهم بثلاثين مليونا في سويسرا في العام 2000 لأعود مليونيرا من جديد بعد حلولي قبلها مليونيرا في عمر الـ24، وبين هذا وذاك كانت بعض الإطلالات القليلة على الوطن».

يشرع «رئيس الحكومة» المفترض في تعداد من «مروا علي في الوكالة وهم من أجمل عارضات الازياء في العالم مثل ناعومي كامبل وكلوديا شيفر وسيندي كروفورد». وفي حديثه الكثير من الغموض والقليل من الوضوح عن أطر العمل والعلاقات مع السياسيين في الخارج وهي اكثر منها مع سياسيي الداخل «الذين رفضوني». يسرد طويلا عمله مع شقيقه «نائب رئيس «أورو نيوز» في إطار«لوبي»المساعدات للبلدان المحتاجة عبر أوروبا «وعملنا في السنوات الماضية لروسيا ولأميركا التي احتفظ فيها بصداقات مع محيط الرئيس دونالد ترامب ومنهم رودي جولياني ومع الرئيس شخصيا ومع بيئة الرئيس المنتخب جو بايدن، ولدي صداقات مع الرئيسين الفرنسيين نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند والسياسية المعروفة ماري ماري لوبن..».

إكتسب حرفوش معرفة الناس له عبر عزفه ويعدد الاحداث الكبيرة التي عزف فيها، وهو جاء قبل سنوات الى مسقط رأسه حيث تعرف على السياسيين. فجأة، شعر بالحنين الى طفولته وبيئته، «والواقع أنني صدمت من جبل النفايات في المدينة الذي تتعايش معه الناس، وأحضرت اكبرالخبراء العالميين للمساعدة عبر مؤتمر ضخم كان من بينهم نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وذلك في قلب مجلس الشيوخ الفرنسي، وكان لدى الامم المتحدة برنامجا لتكرير النفايات، والتقيت بالرؤساء ميشال عون وسعد الحريري قبل أن أصطدم بحقيقة فسادالمحارق».

يتحدث بلهجة لبنانية واضحة تخترقها تعابير طرابلسية وهو يعترف انه ابتعد طويلا عن لبنان حتى قرر فجأة مع تاريخ 17 تشرين أن يعود إليه وهدفه الرئيسي اليوم استعادة الاموال المنهوبة «التي جلت لأجلها في كل مراكز القرار، في باريس وواشنطن وبروكسل، حتى اكتشفناان القانون اللبناني يمنع استعادة الاموال».

يخيل للمرء أنه في حوار مع شخصية ساخرة تنتظر الشرعية اللبنانية عبر الانترنت وتلك الدولية عبر مراسلات «تلقيت منها الكثير بعد اعلاني فيديو الحكومة».

هو هنا لا يحتاج الى السلطات اللبنانية والاجراءات الداخلية. «حكومة المنفى» هي خارج هذه الأطر. «وقد أقمت خلال المرحلة الاولى للانتفاضة مؤتمرا في قلب البرلمان الاوروبي حيث أعلنت الجمهورية اللبنانية الثالثة». ينقلعن بعض السياسيين اللبنانيين اعرابهم عن الاهتمام بما يقوم به «ومنهم وليد جنبلاط الذي تحدث عن لجنةالتحقيق في الاموال المنهوبة التي أقرها البرلمان».

واليوم، بعد انفجار المرفأ وحصول المبادرة الفرنسية، وبينما تتخبط البلاد بعد الفشل الفرنسي حسب حرفوش، أعلن الحكومة ووعد بجلب الاموال الخارجية غزيرة على لبنان خلال أشهر!

هو يؤكد ان مئات الالاف استجابوا لدعوته على وسائل التواصل، وهو الرافض للاعلام الداخلي، ويعتمد على ذلك الخارجي وينتظر التجاوب معه لوضع دستور مدني للبلاد ويعمل مع حقوقيين وذوي خبرة لهذا الغرض.   

الحريري يُقلدني.. وفرص ميقاتي أكبر منه

لا أستطيع الاعلان عن كل شيءإلا مع اكتمال نصاب الحكومة، سأوفر لك الخطوط العامة. هكذا يرد على سؤال البرنامج!

إنها الجمهورية الثالثة. كونفدارلية لبنانية تنبثق عنها انتخابات حرة عابرة للطوائف التي تصبح محمية في ظل النظام السياسي الجديد. كل كانتون يدفع الضرائب لمنطقته كما للوطن تحت علم وجواز سفر لبنان.

يريد تطبيق برنامج اصلاحي بمشاركة صندوق النقد والبنك الدولي والحصول على دعم الدول الاجنبية للظفر بـ 11 مليار «سريعا»، ويستعجل محاربة الفساد وانتخاب قاضمستقل لذلك ودعمه ماليا وأمنيا.

لا وجود لاتفاق الطائف في مفكرة حرفوش، حكومته ستلغي الطائفية السياسية والادارية ليصبح التوظيف على اساس الكفاءة مع دولة مدنية علمانية. وتبلغ الثقة بحرفوش مداها مع إعلانه نيته «فرض خدمة عسكرية إجبارية لمدة 6 اشهر».

هو لا ينتمي الى «الثورة» بل يستوحي منها. «الاميركيون اتصلوا بي منذ زمن وأعجبوا بالفكرة وكانوا يحتفظون بأفكاري لكن لا يريدون تطبيقها بسبب انقسام اللبنانيين، وتلقيت تشجيعا فرنسيا هائلا لكن لا اتلقى الدعملكي لا يصادَر قراري، وفرضت حكومتي ليصبح التواصل معي أمرا واقعا».

وداخليا،«إتصلوا بي من البطريركية المارونية لكنهم تحفظوا على مسألة الدولة المدنية كونها نهاية للمسيحيين ورفضت ايضا التنازل لهم لدعمي. فقد رفضت ذلك لماكرون وللأميركيين قبلها! علاقاتي ممتازة مع السعودية وهم لا يثقون بالحريري وهذا حال الامارات وفرنسا. لقد دعاني الحريري الى الغداء وهو يقلدني بخطواتي وأرى أنه لا يستطيع انقاذ لبنان، أما نجيب ميقاتي فذلك ممكن.

يركز على الازمة الاقتصادية ثم الصحية ولا يغوص في السياسة. موقفه غير محسوم من سلاح «حزب الله» «فهل ستنتهي الازمة بعد تسليم سلاحه؟».

وفي هذه الاثناء يتلقى حرفوش طلبات التوزير. «حصلت على مئات الرسائل من سيدني وأورلاندو وروما والسويد.. واتصلت بي شخصية لبنانية مشهورة وهو وزير سابق أعرب عن رغبته في أن يكون وزيراللداخلية». في الايام المقبلة «لدي خطوات ستسبق اعلان البرنامج كاملا احداها بعد غد الخميس لن أبوح بها».

هو باق في فرنسا الا اذا استدعاه رئيس الجمهورية. وتحت شعار من لا يريد محاربة الفساد هو ضده تلقائيا، سيشرع في جولة تشمل مؤسسات حقوق الانسان في ستراسبورغ وبروكسل ولاهاي وسيزور لوكسمبورغ وواشنطن وحتى الصين على طريق وضع لبنان تحت المجهر الدولي من دون انتداب «لكي نحاكم الفاسدين كما فعلنا في أوكرانيا بعد ان عيّنا قاض مستقل بعد الثورة».

لا جدال لديه بأن المبادرة هي الامل الوحيد لإنقاذ لبنان وتجميد اموال الرؤساء وعائلاتهم ومعارفهم ضرورة،اضافة الى مساهمي البنوك لكي يعيدوا الاموال ويجب دمج مؤسساتهم كما محاسبة البنك المركزي الذي هواساس المشكلة.

في الختام يتوعد حرفوش بالحصول على البدء بخططه لعد الحصول علىاستفتاء الشعب على صفحة الجمهورية اللبنانية الثالثة، «ونحضر لمؤتمر لإقامة الحكومة التي ستلاحق ما يحصل في لبنان وغيصاله الى عواصم القرار».

وفي رد على سؤال حول سلطة تلك الحكومة، يختم حرفوش: ستكون أخلاقية أولالإجبار الدول الغربية على اعطائنا نسخة عن كل المساعدات ومنها غير الحكومية..