بيروت - لبنان

اخر الأخبار

24 آب 2021 12:02ص حكومة لبنان الجديدة رهينة المفاوض الإيراني حتى إشعار آخر

تعطيل تشكيل الحكومة يحاصر لبنان وليس الولايات المتحدة الأميركية

حجم الخط
من يحاصر لبنان، ويتسبب بزيادة حدة الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها، الولايات المتحدة الأميركية، كما يردد حزب الله باستمرار، ام الامعان بتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة؟

فاذا كانت الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحاصر لبنان بالفعل، كما يتهمها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله باستمرار، فلماذا لا يواجه هذا الحصار، بتضافر الجهود المحلية، لتسريع تشكيل حكومة جديدة، تتولى القيام بالمهمات المنوطة بها، لفك هذا الحصار بأسرع وقت ممكن، والمباشرة بخطوات سريعة لاخراج لبنان من ازمته الضاغطة. ولكن ما يحصل، يعاكس كليا، ما هو مطلوب، بل يقلب الوقائع، ويدحض الاتهامات، ويلقي بمسؤولية تفاعل الازمة، وعدم المباشرة بحلها، على كل من يعطل تشكيل الحكومة الجديدة ويمعن في شل الحياة السياسية، وليس على اي طرف آخر.

فمنذ نشوب الازمة وتفاعلها سلبا، بعد حادث التفجير المدمر في مرفأ بيروت، تركزت المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ايمانويل ماكرون على تشكيل حكومة انقاذ تتولى القيام بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة وحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان، مرفقة ببرنامج مساعدات ودعم مالي واقتصادي دولي واعد، يرفد الاقتصاد اللبناني بمبالغ مالية ضخمة. وبرغم موافقة كل الاطراف اللبنانيين على هذه المبادرة والتزامهم امام الرئيس الفرنسي بتنفيذها، تناوب حزب الله، وفريق رئيس الجمهورية ميشال عون، على تعطيل تنفيذها.وكانت البداية، بوضع العصي في دواليب مهمة السفير مصطفى اديب اولا، تولاها حزب الله، بطرح مطالب وشروط تتعارض مع مضمون المبادرة، ما حمل اديب على الاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة. وسربت معلومات يومئذ مفادها، ان تشكيل الحكومة الجديدة مؤجل ريثما تنجلي نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية. وبعدها تم تكليف الرئيس سعد الحريري بتشكيل الحكومة، وهذه المرة، تولى فريق الرئاسة العوني، التعطيل، قبل التكليف وبعده، بغض نظر مكشوف من حزب الله، برغم كل ادعاءات تسريع التشكيل وازالة العقد والشروط المستجدة، وبعد انكشاف دوامة الاكاذيب والاوهام العونية، قدم الحريري إعتذاره عن تشكيل الحكومة العتيدة. وكانت تواكب مسيرة التكليف التي قاربت الأشهر التسعة، معلومات مفادها، بأن ورقة تشكيل الحكومة اللبنانية هي رهينة من ضمن أوراق المفاوض الايراني بالملف النووي الايراني، الذي لم يصل الى نهايته بعد. ولذلك لا جدوى من كل محاولات تشكيل اي حكومة جديدة، لانها، ستواجه بعراقيل وشروط من نوع اخر لمنع تشكيلها، في حال بقيت مفاوضات الملف النووي معلقة، او عالقة في خضم الاشتباك الاميركي الايراني المتصاعد بالمنطقة.

لبنان معزول عن محيطه العربي بفعل ممارسات حزب الله المعادية للدول العربية والصديقة

اليوم وبعد ثلاثة أسابيع من تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة الجديدة، وبرغم كل ادعاءات دعم وتسريع تشكيل الحكومة العتيدة، يلاحظ بوضوح، أن ما يعلن من مواقف داعمة، يقابل بعراقيل مفتعلة، يتولاها الفريق الرئاسي العوني، بخطوات التفافية، لا تعبر عن نوايا سليمة لتسهيل عملية التشكيل، وفي المقابل، يتولى حزب الله على لسان امينه العام، التسويق لاستقدام باخرة النفط الايراني الى لبنان، بمعزل عن موافقة وغطاء السلطات اللبنانية، ما يزيد في الشكوك، عن وجود افخاخ منصوبة لعرقلة تشكيل الحكومة وابقاء لبنان بلا حكومة جديدة، ما دامت مفاوضات الملف النووي الايراني متواصلة. وفي انتظار ما تكشفه الايام القليلة المقبلة، من حسن، او سوء نوايا وتوجهات، بالنسبة لتشكيل الحكومة او استمرار تعطيلها، يتبين للبنانيين، ان عدم تشكيل الحكومة الجديدة، المطلوب منها المباشرة بحل الازمة الضاغطة واتخاذ القرارات المطلوبة للتخفيف عن كاهل اللبنانيين، وابقاء لبنان معزولا عن محيطه العربي، بفعل ممارسات حزب الله المعادية للعرب والدول الصديقة، هو الذي يحاصر لبنان بأياد لبنانية، ويؤدي إلى تفاقم الازمة ويزيد من معاناة الناس واذلالهم، وافقارهم، وان ما يقال عن حصار اميركي، لا ينفصل عن السياسية التي تتبعها ايران بالمواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية بهذا الخصوص، ويسير في ركابها حزب الله، وفي النهاية يدفع اللبنانيون اثمانها الباهظة.