بيروت - لبنان

اخر الأخبار

8 شباط 2018 12:00ص خطاب الحريري في ذكرى 14 شباط برنامج انتخابي من دون أسماء

لقاء بعبدا يكرّس قاعدة لا غالب ولا مغلوب في حل أزمة مرسوم الضباط

حجم الخط
شعار «لا غالب ولا مغلوب» الذي اطلقه الرئيس الراحل صائب سلام في نهاية الخمسينات من القرن الماضي، اصبح شعارا لبنانيا شهيرا، وهو لا يزال يصلح استعماله والعمل به في كافة الظروف والعهود، فمهما اشتدت الازمات وكبرت الخلافات يبقى التوافق هو السبيل الوحيد لحل كل الامور، خصوصا ان الجميع يعلم وبعد التجارب الاليمة التي مرت على لبنان خلال السنوات الماضية، انه لا يمكن ان يُحكم بسياسة الغالب على المغلوب، وليس هناك من ضعيف كما ان ليس هناك من قوي ايضا. فلبنان المميز بتركيبته الطائفية المتعددة لا يمكن ان يعتمد  الا على سياسة التسويات والتفاهمات لايجاد الحلول التي تحفظ ماء الوجه لجميع الافرقاء دون استثناء للحفاظ عليه.
ومع اشتداد ازمة الرئاستين الاولى والثانية كان لا بد من الحوار للوصول الى الانفراج، فجاء لقاء بعبدا الثلاثاء الماضي بين الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ليكرس سياسة التوافق والتسويات من خلال قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» بدءا من الحل الذي تم التوافق عليه بالنسبة لقضية مرسوم اعطاء الاقدمية لضباط دورة 1994 والذي كان الشرارة الرئيسية بنشوب الخلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي وانتهى من خلال التفاهم على حل للموضوع. حيث تأكد للجميع ان لا مصلحة لأي احد بإستمرار هذه الازمة التي تشعبت وتفاقمت وكادت تطيح بالاستقرار والسلم الاهلي، خصوصا بعد الاحداث التي حصلت في منطقة الحدت الاسبوع الماضي والتي كادت تشعل الحرب الاهلية من جديد لولا العناية الالهية والتدخلات السياسية على اعلى المستويات، وعزز هذا الامر الانزعاج الدولي من الازمات الداخلية المستجدة يوميا في ظل وضع غير مستقر في المنطقة برمتها، لا سيما ان هناك قرارا دوليا وبالتحديد اميركيا بتحييد لبنان عما يجري من احداث اقليمية، وهذا الامر تجلى بوضوح من خلال دفع المجتمع الدولي للممارسة ضغوطه على الافرقاء اللبنانيين لطي صفحة الخلافات، والسير قدما نحو مستقبل افضل للبلد، وهذا المجتمع يعتبر ان اللعب في امن واستقرار لبنان ممنوع منعا باتا مهما كانت الظروف، كذلك فإن المسؤولين ايضا شعروا بخوف حقيقي من امكانية خروج الشارع عن سيطرتهم، والعبث الجدي بالامن والاستقرار، خصوصا ان البلد قادم على انتخابات نيابية مفصلية منتظرة حسب ما ابلغت مصادر نيابية متابعة «اللواء»، ورأت ان «حزب الله» كان اكثر حرجا من غيره من الافرقاء بالنسبة لما جرى في الشارع خصوصا حيال الشريك المسيحي وبالتحديد جمهور «التيار الوطني الحر».
ولكن في المقابل ابدت هذه المصادر ارتياحها للخواتيم السعيدة التي وصلت اليها ازمة بعبدا -عين التينة والتي سيكون لها انعكاس ايجابي على الوضع برمته كما توقعت، وشددت المصادر على ضرورة ان يستمر هذا التوافق في هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات النيابية المنتظرة، وفي ظل استحقاقات هامة تنتظر الدولة اللبنانية من خلال عقد المؤتمرات الدولية المقررة خلال الاشهر التي تسبق الانتخابات والمخصصة لدعم لبنان اقتصاديا وامنيا والتي تصب لمصلحته.
اما على صعيد الانتخابات النيابية فاكدت هذه المصادر النيابية «المستقبلية» بأن الرئيس سعد الحريري لا يزال على موقفه المتكتم عن اسماء مرشحي «المستقبل»، مشيرة الى انه سيعلن بطبيعة الحال عنهم في الوقت المناسب، وقد يكون ذلك في فترة قريبة ربما في الرابع عشر من شباط او قبل ذلك او بعد هذا الموعد بقليل، وذلك بإنتظار وضوح صورة التحالفات السياسية الانتخابية بشكلها النهائي وجوجلة الاتصالات واللقاءات التي يجريها على هذا الصعيد، وتوقعت هذه المصادر ان يكون خطاب الرئيس الحريري في الذكرى الثالثة عشر لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري مختلفاً عن الخطابات السابقة، حيث سيتطرق في كلمته التي سيتحدث فيها عن معنى الذكرى ونهج الرئيس الشهيد الى العناونين الاساسية العريضة للبرنامج الانتخابي «لتيار المستقبل» والشعارات التي سيطلقها التيار في حملته الانتخابية.
ورغم اعتراف المصادر بأن التيار الازرق تأخر بالاعلان عن اسماء مرشحيه،رأى بانه  ليس التيار او الحزب الوحيد الذي لم يفصح عن اسماء مرشحيه حتى الان فمعظم التيارات والاحزاب لم تعلن بعد عن اسماء جميع مرشحيها بإنتظار اللحظات الاخيرة قبل اقفال باب الترشيحات، خصوصا ان القانون الانتخابي جديد والامور ليست واضحة بعد بشكلها النهائي .
وكشفت المصادر ان هناك بعض النواب الحاليين في تيار «المستقبل» يتمسك الرئيس الحريري بإعادة ترشيحهم في الانتخابات المقبلة واعتبارهم خطاً احمر. ولفتت هذه المصادر على اهمية ان يكون لدى التيار ماكينة انتخابية ناشطة وقوية خصوصا ان الوقت اصبح داهما لجميع المرشحين.