بيروت - لبنان

اخر الأخبار

26 آذار 2023 02:38م خلاف "الساعة" اثبت هشاشة الكيان: نسوا ما حمله خرازي وليف وصندوق النقد

حجم الخط
  كان ينقص لبنان هذا الخلاف الطائفي حول موضوع اداري اتخذته الحكومة بتأجيل تطبيق التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان، بغض النظرعن صحة القرار اوعدم صوابيته، حيث لكل طرف من اطراف الخلاف وجهة نظر يمكن بحثها وتشخيصها علمياً وتقنياً لمعرفة ايجابياته من سلبياته. لكن ماحصل خلال اليومين اظهر كم بات هذا الكيان اللبناني هشّاً ومتهالكاً وبالتعبير العامي "مرتّ"، نتيجة ممارسات ومواقف المتحكمين بالكيان.
   إنشغل اللبنانيون – وانقسموا كالعادة- ثلاثة ايام بمتابعة المواقف والتعليقات حول تأخير العمل بالتوقيت الصيفي، ونسوا ازماتهم ومشكلاتهم المعيشية والاقتصادية والسياسية الكبيرة والخطيرة، وتحذيرات الموفدين الدوليين وصندوق النقد الدولي، وغرقوا في متاهة الخلاف حول تقديم او تأخير الساعة. بينما ثمة امور حصلت خلال الايام القليلة الماضية اكبرمن إجراء الساعة المحلية او الدولية. فقد زارت لبنان مساعدة وزير الخارجية الأميركيّة لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، وقبلها زار لبنان ورئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامة الايرانية كمال خرازي، وقالا ما قالاه حول الوضع اللبناني، لا سيما موضوع الاستحقاق الرئاسي، وهوكلام يجدر التوقف عنده بعد معرفة بعض تفاصيل ماجرى في لقاءات الموفدين. عداعن زيارة وفد صندوق النقد الدولي والكلام عالي السقف الذي قاله بحق المسؤولين اللبنانيين لتاخرهم في انجازالاصلاحات المطلوبة وإصدار قوانينها.
فقد قالت ليف قبل مغادرتها لبنان: أنّه ليس لدى الولايات المتحدة أيّ مرشح لرئاسة الجمهورية في لبنان، كما أنّ واشنطن لا تملك أيّ قرار في هذه العملية. وأن اختيار الرئيس المقبل يقع على عاتق النواب اللبنانيين.
  وكشفت أنه "لدينا تصوّر لنوع المرشح الذي نعتقد أن لبنان بحاجة إليه.. يجب اختيار شخص يتمتع بالنزاهة الأخلاقية، ويضع مصلحة لبنان واحتياجات الشعب في طليعة أولوياته. إن لبنان يحتاج إلى رئيس يعمل بطاقة عالية لتنفيذ الإصلاحات الحاسمة التي يجب أن يطبقها لبنان للخروج من هذه الأزمة الرهيبة".
  اما خرازي فقد ركّز على أهمية الحوار الداخلي اللبناني حول الإستحقاق الرئاسي، كون الملف داخلي ولا دور للإتفاق الايراني – السعودي الأخير فيه، ودعا اللبنانيين الى التوافق على مرشح للرئاسة.
 وحسب معلومات "اللواء" من مصادردبلوماسية متابعة للزيارتين، انهما كانتا من قبيل استطلاع  مواقف المسؤولين بشكل عام حول التطورات الحاصلة في المنطقة لا سيما الاتفاق – السعودي – الايراني وانعكاساته المرتقبة على مجمل اوضاع المنطقة ومنها لبنان، وحول الوضع في سوريا وملف النازحين السوريين، واكدا ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة من دون تدخلات خارجية "باعتبارالموضوع شأن لبناني داخلي"، لكن ليف ركزت ايضاً على وجوب تحقيق الاصلاحات البنوية الاقتصادية واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي. لكن خرازي وليف لم يقاربا الموضوع الرئاسي بتفاصيله بل بشكل عام، ولم يطرحا اي اسماء اومقترحات.
اضافت المصادر: ان حديثهما كان بالعموميات لا بالتفاصيل،لا سيما في شأن انتخاب رئيس للجمهورية، وابلغا المسؤولين اللبنانيين ان بلادهما تُشجّع على تحقيق تفاهمات وتوافق بين اللبنانيين.  لكن لم يدخل  خرازي وليف في تفاصيل الاستحقاق الرئاسي ولم يطرحا اي اسماء. واوضحت المصادر بشكل خاص، "ان ايران سلّمت إدارة ملف الاستحقاق الرئاسي بالكامل لحزب الله وما يقرره الحزب تسير به طهران". لذلك كان اللافت للإنتباه حسب المصادر الدبلوماسية اللبنانية فشل كل محاولات إدخال إيران في الخلاف اللبناني حول  الاستحقاق الرئاسي.