نحن على مرمى ساعات من انتخابات مفصليّة، وربما مصيريّة، وهذه خواطر انتخابيّة، مع الدعاء أن يُلهم الله الناس خير القرار وحُسن الانتقاء، فلا يُصبحوا على سوء موقفهم وخيارهم نادمين.
أولاً، نقول للذين يُشهرون زوراً وبُهتاناً شعارات الوفاء ودمّ الشهداء: الشهيد الرئيس رفيق الحريري لا يمُتُّ بصلة إلى «تيّار المستقبل» الحالي، بعد أن تشرذمت مواقف عائلته، وأطيح برفاق مسيرته وحرسه القديم وحاملي الأمانة الأصيلين والأصليين!
ثانياً، يُلاحظ التفاوت في مدى جدّية وإمكانيّة تنفيذ البرامج الانتخابيّة المطروحة من قبل اللوائح المتنافسة، بدءاً بعموميّات البعض ووعودهم المطّاطة، مروراً بمثاليات وأحلام البعض الآخر، ووصولاً إلى شيء من واقعية الآخرين.
ثالثاً، وُلدت الكثير من اللوائح قسراَ وقيصرياً، ولم يجمع بين أعضائها سوى محاولة اللحاق بركب الترشيح بعد أن لم يتمكنوا من الركوب في بوسطات السُلطة او اللوائح الكبرى.
رابعاً، تفشي نهج وثقافة النظرة إلى المعارضين على أنّهم خونة وعملاء مارقون بدلاً من النظر إليهم على أنهم خصوم سياسيون، وليسوا أعداءً ولا هم خونة، بل لديهم وجهات نظر متباينة طالما تمّ تجاهلها أو إدانتها بقسوة وعنف، ويُستحسن الاستماع إليها بجدّية وتقييمها ومحاورتها.
خامساً، بلغ التعاطي والتجريح الشخصي الذروة حتى أصبح بمستوى «تحت الزنار» وطال كرامات الناس وأعراضها، وخرج عن أي إطار أو حدّ مقبول سواء بمقياس الديمقراطيّة أو أخلاقيّات التعامل بشكل عام.
ورغم كل شيء، أدعوكم أن لا تنتقلوا من النقّ على الأمور قبل الانتخابات إلى الدّق على الصدور واللطم على النُحور بعد نتائج الانتخابات، ودعونا نصنع معاً نتائج هذه الانتخابات (مهما كان حجمها) ولا نخرج بنتائج الخيبات!