بيروت - لبنان

اخر الأخبار

10 آذار 2023 06:17م خيار فرنجية بالغ الصعوبة .. لا توافق داخلياً ولا غطاء خليجياً

حجم الخط
من حجم ردود الفعل على ترشيح "الثنائي الشيعي" لرئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بدا واضحاً أن هناك عقبات كبيرة تحول دون وصوله إلى قصر بعبدا، بعدما قوبل هذا الترشح بموجة رفض واسعة من جانب المكونات السياسية والنيابية، وتحديداً المسيحية منها . ما يعني بوضوح أن خيار فرنجية صعب للغاية، سيما وأن مرشح "حزب الله"، لا يلقى قبولاً من شريحة واسعة من اللبنانيين الذين يرفضون تكرار تجربة عهد الرئيس ميشال عون الذي أوصلهم إلى جهنم.

وفي وقت يتحضر رئيس "المردة" لإعلان ترشحه في الساعات المقبلة، بعد تأكيد تمسكه بخياره العربي، والانفتاح على العالم العربي، إلا أن قوى المعارضة، لا ترى أي إمكانية للقبول بفرنجية، كونه مرشح طرف أوصل لبنان إلى ما وصل إليه من انهيارات على مختلف الأصعدة"، مشيرة إلى أن هناك تكتلاً نيابياً واسعاً معارضاً لانتخاب فرنجية، ولن يؤمن نصاب أي جلسة لانتخابه، إضافة إلى أن هناك فيتو سعودي وخليجي واضح على انتخاب فرنجية .

وفي وقت دعا الحزب إلى فتح حوار مع القوى المعارضة بشأن إمكانية التوافق على فرنجية رئيساً للجمهورية، فإن الكتل النيابية المعارضة، وكذلك التغييرين، ليسوا في وارد التعامل بإيجابية مع هذه الدعوة، لأن الحزب برأي هذا الفريق يهدف من وراء دعوته للحوار، إلى إقناع الآخرين للسير بفرنجية، وإن طالت مدة الشغور الرئاسي . وإن حاول الإيحاء بأنه لم يتبن ترشيحه بعد . لكنه يعمل في اتجاه إقناع الآخرين بمرشحه الذي بات الجميع على قناعة بأنه لا يلقى قبولاً، لا في الداخل ولا في الخارج . وإذا تتكتل المكونات المسيحية، وتحديداً "التيار الوطني الحر" وحزب "القوات اللبنانية" في رفض فرنجية، فإنه يتوقع أن يبادر النائب جبران باسيل إلى الدخول على خط الاستحقاق الرئاسي، بعد تجاوزه من قبل "حزب الله"، إلى الإعلان عن مرشح من قبله للرئاسة، دون حسم موضوع أن يبادر هو شخصياً لترشيح نفسه، بهدف خلط الأوراق، مع استبعاد حصول أي تقارب من "القوات" التي تؤكد مصادرها ل"موقع اللواء"، "صعوبة أي إمكانية لإعادة التواصل مع "العوني"، لا في ملف الرئاسة أو سواه" .

وتشير إلى أن " مرشح المعارضة لا زال النائب ميشال معوض، باعتبار أن لبنان في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها، يحتاج رئيساً إصلاحياً سيادياً، يعمل على إعادة الثقة الخارجية بالمؤسسات، ويخرج البلد من هذا الواقع المؤلم إلى مرحلة جديدة، يتمكن اللبنانيون من خلالها، أن يستعيدوا سيادتهم ويخففوا من حجم الضغوطات التي تواجههم، بعدما دمر العهد السابق وحلفاؤه كل مقومات صمود لبنان . وهذا الهدف لا يتحقق إلا مع وجود رئيس من خارج فريق ما يسمى ب"الممانعة" . ولهذا فإن المعارضين لانتخاب فرنجية، لا يمكن أن يسمحوا بانتخابه، لأن ذلك يعني إبقاء البلد في دوامة الانهيارات على مختلف الأصعدة .

وفي حين يتوقع أن يستكمل السفير السعودي وليد البخاري مشاوراته على القيادات السياسية والروحية، إلا أن ما رشح من هذه المشاورات، أن الرياض ومعها العواصم الخليجية، لا يمكن أن تدعم مرشحاً يتبناه الحزب . أي أن خيار فرنجية مستبعد تماماً. ولا يمكن للدول الخليجية أن تؤمن الغطاء العربي المطلوب لهذا الرجل. ما يفرض البحث عن مرشح آخر، ليس محسوباً على هذا الفريق، وبإمكانه أن يؤمن الغطاء الخليجي المطلوب لوصوله إلى قصر بعبدا . عدا عن أن معظم النواب السنة لا يمكن أن يقبلوا بالتصويت لأي مرشح، لا تقبل به المملكة العربية السعودية . وهذا ما شدد عليه عدد من النواب الذين زاروا دار الفتوى في الأيام الماضية . وبالتالي فإن خطوة ترشح فرنجية لن تقود إلا إلى مزيد من تعقيد الملف الرئاسي، وهو أمر من شأنه أن يطيل أمد الشغور، ويعمق الهوة أكثر فأكثر .

وليس هناك ما يؤشر في ظل انسداد مخارج الحلول داخلياً، إلى وجود أي حراك خارجي في الوقت الراهن، سعياً من أجل إنقاذ لبنان من مأزقه، بعدما أبلغ سفراء دول الاجتماع الخماسي المسؤولين اللبنانيين، بأن لا مجال لمبادرات خارجية لحل الأزمة الرئاسية، إلا من خلال توافق اللبنانيين على الخروج من هذا النفق بأقل الخسائر الممكنة .