في الذكرى السنوية الأولى لغيابك يوم 30/1/2021 الى دنيا البقاء، نخاطبك ونقول لك اننا اشتقنالك، فكم من الاتصالات اليومية التي كانت تحصل بيننا لمناقشة فكرة تتعلق بقضايا الأمة، وتحليل الموقف، والمشاركة بفعالية وطنية وقومية لمدة تجاوزت الخمسين عاماً وانقطعت فجأة، لكن تركت الأثر الطيب في نفوسنا وأكدنا تمسّكنا في البوصلة التي حددناها سوياً لنضالنا.
في هذا اليوم لا بد من القول بأنه ما زالت أوجاع الشعب العربي بعامة واللبناني بخاصة تتفاقم ليس من أعدائه فقط بل بفعل بعض أبنائه العقوقين، والى الآن كما تركتنا ما زال لا دور للعقل والعقلاء في إنجاز العلاج الشافي.
وما زالت الحركة الناصرية في لبنان وفي الأمة العربية بحالة تشرذم لا يجمعها برنامج نضالي موحّد لا على المستوى الوطني أو القومي وفق ما كنت تصبو وتعمل له، فلا وجود لمبادرة من أجل ذلك من أي منها مع الأسف، فكل متمسّك بموقعه، ويحلو له أن يعمل منفرداً في وقتٍ قضايا الأمة بحاجة لتوحيد كل الجهود لتنتصر على أعدائها وتنهض، ولعل ما حصل ويحصل الآن من تنفيذ لمخططات مرسومة كافية للتحرّك نحو وحدة العمل.
نفتقدك اليوم في اللقاءات والفعاليات الوطنية والقومية التي كان لك الدور الفاعل والحاسم في تقديم الموقف المناسب لكل قضية من القضايا التي كنا نتناولها حيث يكون أحد الأسس في القرارات التي نتخذها ونلتزم بها.
ان اجتماعات الحملة الأهلية لنصرة قضايا الأمة ورابطة العروبة والتقدم والاعتصام الدائم في خميس الأسرى نتابعها والغصّة في نفوسنا لغيابك، غير اننا تمسّكنا بسيرتك ومسيرتك الذين يمدوننا بالإصرار على متابعة العمل دون توقف ليبقى نبض الأمة فاعل لإنجاز الإنقاذ والخلاص والتغيير في واقعنا، مرتكزين بذلك على إرادة الصمود والتصدي التي نشأنا عليها والتي قمنا سوياً على المشاركة في بناء الأجيال على أساسها، لكن ما زلنا نعمل للتغلب على كل الصعوبات التي تقف بوجه ذلك وهي كثيرة.
نمْ قرير العين أيها الأخ الرفيق فإن ابنتكم العزيزة مها تابعت مسيرتكم وسيرتكم معنا، وفي حضورها الدائم واللافت في كل اللقاءات نشعر انك بيننا ولم تفارقنا.
سنبقى على العهد الذي أخذناه على أنفسنا ولن نتراجع مهما كانت التضحيات، صامدون بوجه التطبيع مع العدو الصهيوني عاملون على نيل الأسرى والمعتقلين في سجونه ومعتقلاته حريتهم وكامل حقوقهم التي نصت عليها المواثيق والمعاهدات الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتحرير الأرض الفلسطينية من البحر الى النهر من الاحتلال الصهيوني، مصرّين كما كنا معاً ودائماً على وحدة البندقية الفلسطينية التي أساسها الوحدة الوطنية وهما الطريق الوحيد الى التحرير، مع إيماننا ان شعب فلسطين والأمة العربية معه سوف يكون لهما الموقف المسؤول والمحاسب على كل من يعرقل بشتى الحجج الواهية لعدم تحقيق الوحدة ويمنع الانتصار على الأعداء.
لنا موعد دائم معك..
وفي ذكراك نجدّد العهد..
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب