بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تموز 2020 12:02ص دعوة الراعي للحياد تكبر ككرة ثلج: تفهُّم عربي ودولي.. وموقفان داعمان فاتيكاني وفرنسي

اجتماعات «قواتية» للبحث في ترجمة مشروع البطريرك منعاً لإجهاضه من الفريق الآخر

حجم الخط
مع أن دعوة البطريرك بشارة الراعي للحياد ليست جديدة، بعدما سبق وتم طرحها على بساط البحث في مرحلة سابقة، إلى أن توقيت طرحها الآن في ظل الظروف البالغة الصعوبة التي يمر بها لبنان، جعلها تستحوذ على كل هذا الاهتمام المتصاعد، والذي يتوقع أن تزداد وتيرته في المرحلة المقبلة، في ضوء التبني الداخلي لدى القوى السيادية، معطوفاً على اهتمام دبلوماسي عربي ودولي، تجلى بشكل واضح في الزيارات التي قام بها عدد من السفراء العرب والأجانب إلى البطريرك الراعي. وهذا الأمر كما تقول لـ«اللواء» أوساط روحية قريبة من رأس الكنيسة المارونية، «سيعطي البطريرك دفعاً قوياً للسير قدماً في هذا المشروع الذي يشكل في جوهره فائدة كبيرة لكل اللبنانيين، في ظل الظروف الصعبة التي يعانونها، باعتبار أن من الأسباب الأساسية لهذه الأزمة التي يمر بها البلد، تخليه عن الحياد من خلال ارتباط بعض أطرافه بتحالفات وارتباطات إقليمية ودولية، أسأت كثيراً إلى سمعة لبنان وأفقدته استقلاليته وقراره الحر».

وعلى هذا الأساس، وبعد هذا التبني الواسع للطرح الحيادي البطريركي، يتوقع أن يكون الموضوع محور المشاورات الخارجية التي سيجريها «سيد بكركي» في زيارته المرتقبة إلى الفاتيكان آخر الجاري، والتي قد تستتبع بزيارات أخرى إلى عدد من الدول، حيث ستكون مناسبة لكي يشرح البطريرك أبعاد دعوته للحياد، ويحاول الحصول على أكبر دعم ممكن لهذا المشروع، في وقت كشفت المعلومات المتوافرة ل»اللواء»، أن الفاتيكان يرى في دعوة الراعي للحياد، الخيار الأفضل الذي ينبغي على لبنان سلوكه، لتجاوز مأزقه وتحصين جبهته الداخلية وحماية استقراره. ولذلك فإن دوائر الكرسي الرسولي لن تألو جهداً من أجل توفير كل التأييد للدعوة البطريركية، بالتوازي مع اتصالات فاتيكانية أوروبية تصب في هذا الإطار، حيث يتوقع أن يطلق مدير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان خلال زيارته المتوقعة لبيروت، غداً، موقفاً مسانداً لنداء البطريركية المارونية في سبيل حياد لبنان. 

وتشير الأوساط إلى أن البطريرك مرتاح للأصداء الإيجابية لدعوته نحو الحياد، وتحديداً في ما صدر عن بعض المرجعيات الإسلامية الحريصة على مصلحة لبنان، والتي ترى أن هذه المصلحة لا يمكن توفرها، إلا من خلال السير بمشروع الحياد، في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية وإعادة الاعتبار لدور المؤسسات، بعيداً من سياسة الأحلاف والمحاور. وإذ ترفض الرد على الانتقادات التي صدرت ضد الدعوة البطريركية، فإنها تعتبر أن حجم ردود الفعل المؤيدة لها، ستجعل منه كرة ثلج ستكبر مع الأيام حتى تصل إلى مبتغاها، مشددة على أن الحياد ليس موجهاً ضد أي طرف، وبالتالي فإن الضنينين بمصلحة البلد لا يمكن أن يكونوا ضد هذه الدعوة التي تصب في مصلحة البلد وأهله.  

وبالتوازي، لفت ما قاله رئيس حزب «القوات اللبنانية سمير جعجع، من أن حزبه بصدد اتخاذ خطوات سياسية، تصب في إطار تفعيل دعوة البطريرك للحياد، حيث أشارت مصادر قيادية في «القوات» ل «اللواء»، إلى أن «معراب ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق البطريركي الماروني لندائه في موضوع الحياد، أوفدت أكثر من وفد حزبي ونيابي للقائه، إلى أن حصل لقاء مشترك بين البطريرك والدكتور جعجع، حيث كان بحث مستفيض في هذا الموضوع»، لافتة إلى أن «الموضوع الذي يحظى باهتمام الدكتور جعجع، يتركز على كيفية ترجمة هذه المبادرة بشكل عملي، سيما وأن الطرف الآخر يقوم بمحاولات من أجل إجهاض هذه الفكرة، بإغراقها بعناوين كبرى، أساسها أن الحياد لا يمكن أن يتحقق إلا بالتوافق بعد حسم جملة قضايا، كالصراع العربي الإسرائيلي وعودة اللاجئين الفلسطينيين. وعودة النازحيين السوريين، إلى ترسيم الحدود وغيرها من الملفات». 

وتشير إلى أن «القوات» تعتبر، كما البطريرك أن «الحياد هو موضوع بنيوي تأسيسي، وليس موضوعاً مستجداً، وبالتالي يجب العمل للسير به من أجل إعادة ازدهار لبنان، في وقت أدى المشروع الحالي إلى انهيار البلد، ما أوقعه في هذه الكارثة»، مشددة على أن «القوات وبالتشاور مع البطريرك تريد إبقاء مبادرته حية، في وقت لا يفترض أن يكون الحياد سبباً خلافياً» كما تقول. وتضيف «من هنا فإن الدكتور جعجع يبحث مع تكتل «الجمهورية القوية» ومع القيادة الحزبية في «القوات» في مجموعة أفكار، غايتها تأمين الأجواء المؤاتية لترجمة المبادرة البطريركية في إطار خطوات عملية، كاشفة عن اجتماعات بعيدة من الأضواء للقيادة الحزبية تصب في هذا الإطار، حيث أن هناك على الطاولة أكثر من فكرة، في أكثر من اتجاه «.