بيروت - لبنان

اخر الأخبار

21 تموز 2022 04:32م دوكان : الفراغ الرئاسي مضر بلبنان ولا يعزز الثقة بالمؤسسات..تسليم داخلي بأن لا حكومة في ما تبقى من عمر العهد

حجم الخط
من ملف إلى آخر، يشتد الوضع الداخلي تأزماً على أكثر من صعيد . ولا يبدو أن في الأفق ما يحمل على التفاؤل بإمكانية إحداث خرق في جدار تأليف الحكومة حتى الآن، حيث أن كل المؤشرات تدل على أن هناك ما هو أقرب إلى التسليم من جانب المعنيين بتأليف الحكومة، بصعوبة هذا الأمر في الفترة المتبقية من ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون . وهذا ما ظهر في عدم انعقاد أي لقاء بين الرئيس عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي منذ انتهاء عطلة عيد الأضحى، الأمر الذي يوحي بأن عقبات أساسية تقف دون تصاعد الدخان الأبيض في ما يتصل بالشأن الحكومي .

ولا يبدو إزاء هذا الواقع، أن مثل هذا اللقاء سيعقد في وقت قريب، طالما أن الهوة بين الرجلين لا تزال عميقة. إذ أنه ووفق المعلومات التي توافرت لموقع "اللواء" فإن رئيس الجمهورية ليس في وارد التنازل عن وزارة الطاقة. وهذا ما أبلغه للرئيس المكلف الذي أصر على موقفه بخصوص هذه الحقيبة . ما أبقى الوضع على حاله من التأزم، وبالتالي غياب أي مؤشر إيجابي بإمكانية اقتراب موعد الولادة الحكومية، بالرغم كل المناشدات العربية والدولية، بتجاوز هذا المأزق حرصاً على مصلحة اللبنانيين، ومن أجل إخراجهم من هذا المأزق الذي ينذر بمضاعفات خطيرة إذا لم يسارع المسؤولون إلى ولوج طريق الإنقاذ .

ولا يخفى على أحد، أن ارتفاع منسوب التوتر الداخلي، بعد توقيف الأمن العام للمطران موسى الحاج، قد زاد من حدة الاحتقان الطائفي في البلد، في ظل اتهامات مسيحية ل"حزب الله" بأنه يقف وراء هذه القضية، الأمر الذي من شأنه أن لا يساعد على إيجاد حلول للمشكلات القائمة، لا بل أنه قد يفاقم هذا التوتر، ويدفع البلد إلى مرحلة جديدة شديدة التعقيد، في حال لم يتم استيعاب الموقف، ووقف التدخلات في عمل القضاء الذي بات في وضع لا يحسد عليه. بعد الاقتحامات غير المسبوقة للقاضية غادة عون لمنزل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ولمكتبه في البنك المركزي .

وإذ حمل الموفد الفرنسي بيار دوكان معه، رسالة دعم واضحة للمسؤولين بأن بلاده ستبقى إلى جانب لبنان، إلا أنه لم يقتنع بكل المبررات التي حالت دون تنفيذ الوعود الإصلاحية التي التزم بها لبنان أمام الدول المانحة. وعلم أنه شدد على أن تشكيل حكومة جديدة، أفضل بكثير من بقاء تصريف الأعمال، ولو كان عمر الحكومة قصيراً . والأهم من كل ذلك، كما نقل عن المبعوث الفرنسي، ضرورة تعبيد الطريق منذ الآن لانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، أي قبل شهرين من انتهاء العهد الحالي، مشدداً على الفراغ أمر يضر كثيراً بلبنان، ولا يشجع الدول المانحة على الإيفاء بتعهداتها. باعتبار أن وجود رئيس للجمهورية وحكومة جديدة، أمر يعزز الثقة بالمؤسسات، ويحفز الخارج على توفير الدعم للبنان على نطاق واسع .

وقد أشارت المعلومات، إلى أن المسؤولين اللبنانيين سمعوا كلاماً أميركياً عن قرب عودة الوسيط أموس هوكشتاين إلى بيروت، تحضيراً لاستئناف مفاوضات الترسيم مع الجانب الإسرائيلي، في ظل رغبة مشتركة بإنهاء هذا الملف. وإن كان دخول "حزب الله" على هذا الخط من خلال إطلاق مسيراته، قد أثار مخاوف من أن يكون ذلك تهديداً إيرانياً بتعطيل عملية الترسيم، طالما أنه لم يتم إحراز تقدم على صعيد المفاوضات النووية، بعد فشل محادثات الدوحة بين الجانبين الأميركي والإيراني . ولهذا فإن المسعى الأميركي بهذا الخصوص، يحظى بدعم أوروبي تقوده فرنسا التي ترى أن ترسيم الحدود البحرية، من شأنه أن يشكل عامل انفراج اقتصادياً يساعد لبنان على تجاوز أزماته .