تجاه الحدث الجلل والنبأ الفاجعة بوفاة الأخت منى خضر شاتيلا أوقع في نفسي ومشاعري حزنا عميقا وألما شديدا . لقد شاءت الأقدار لي أن أتعايش مع هذه العائلة الكريمة من خلال الدراسة التي جمعتني والأخ كمال شاتيلا في صف البروفيه، ومنذ ذلك الزمن، كنت واحدا من هذه العائلة الكريمة والنبيلة، الوالدة أم كمال رعتنا ومنى وسعد الدين كانا صغيرين، ومرَّت بنا الأيام والسنون، وجمع الله بين منى والمير طارق ناصر الدين بزواج أسعدنا جميعا وأنجبا الأبناء الثلاثة، فادي، وسوسن، وطلال. ما انقطع تواصلنا النضالي، ولا غابت مشاعرنا الأخوية. الحاجة أم كمال رحمها الله، هي أم الملتزمين جميعا هي شجرة الزيتون المباركة التي حولها نبت الاتحاد، ومنى تغمّدها الله برحمته هي الأخت لكل الملتزمين وهي المثقفة ثقافة عالية والكاتبة والمتحدثة اللبقة وفوق كل ذلك هي زوجة المناضل والشاعر القومي العربي الناصري الأمير طارق آل ناصر الدين وهي السيدة القادرة والمقتدرة في مواجهة كثير من التحديات وان كانت الظروف لم تساعد لأخذ موقعها المنتظر في مسيرة التنظيم، ومع ذكرها الطيب نذكر شقيقاتها لجهة الأب المرحومتين السيدة عدلا التي جمعت بين الثقافة والشعر الشعبي ولها تقديمات جُلّى في هذا المجال ولكن بصمت، والسيدة غمرة التي ساهمت نضاليا في ساحات وميادين بيروت المحروسة.
لا يستطيع الكلام مهما بلغ عمق الإخوة وصدق المشاعر أن يلحق بالموت، تظل هناك مسافة عصيّة على طية كل تعبير، فأمام الموت لا وسيلة لنا سوى لسان يلهج بالألم العميق أو يد تخطّ سطور حزنها وتواسي خواطر المفجوعين على أحبّتهم، بأخوتنا الخسارة واحدة والعزاء واحد والمشاركة بتقبّل العزاء واحدة.
وأتوجه إلى المناضل الكبير والمؤسس الأخ كمال شاتيلا وسعد الدين بأشدِّ العزاء والمواساة والأخ الحبيب الودود الأمير طارق ناصر الدين بأعمق العزاء وشديد المواساة والى الأبناء الأعزاء، فادي، وسوسن، وطلال عظيم الصبر والسلوان ورحم الله الفقيدة منى أختا وزوجة وأمّا وعائلة وأسكنها الله تعالى وشقيقاتها الجنة وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون.