بيروت - لبنان

اخر الأخبار

17 تشرين الثاني 2022 06:13م رد بري على باسيل يؤشر إلى جدية خيار فرنجية .. والمشاورات السعودية الفرنسية تستعجل "التوافقي"

حجم الخط
المسلسل الأسبوعي لجلسات الانتخاب الرئاسي، مرشح أن يستمر على هذا المنوال من اللف والدوران، طالما أنه لم يتم التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بفعل إصرار كل فريق على مواقفه، وتمسكه بمرشحه الذي لا يلقى قبولاً من الفريق الآخر . وهو أمر يوحي بتعقيد الملف الرئاسي، طالما أن لا بوادر حتى الآن، على إمكانية التفاهم على اسم مقبول من جميع الأطراف . وفيما خرق حصول رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية على صوت أحد النواب، مسار الجلسة السادسة، فإن هذا الخرق يشكل أول دخول لفرنجية على الخط الرئاسي، في وقت لفت الرد الناري لرئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي حذر من عودة ترويكا"فرنجية بري ميقاتي" . وهذا ما يؤكد أن الاتجاه يميل إلى تبني قوى الثامن من آذار للمرشح فرنجية الذي كشفت معلومات لموقع "اللواء" أنه يتجه للإعلان عن ترشيح نفسه للرئاسة الأولى في وقت ليس ببعيد .

وأشارت المعلومات، إلى أن فرنجية يجري جولة من المشاورات مع الحلفاء، بخصوص خوضه معركة الاستحقاق الرئاسي، لكنه يتأنى في الإعلان عن خطوة الترشيح، بانتظار ما ستحمله الأسابيع المقبلة على صعيد الملف الرئاسي، في ظل حديث عن تحرك سيقوم به الرئيس بري، من أجل كسر المراوحة في ما يتعلق بجلسات الانتخابات الرئاسية، توازياً مع الحراك الإقليمي الدولي الدائر الذي تقوده الرياض وباريس، حيث أن الاستحقاق الرئاسي يمثل أولوية لدى السعوديين والفرنسيين، خشية حصول تطورات سلبية على الأوضاع في لبنان، في ظل التحذيرات المتزايدة من إمكانية زعزعة الاستقرار في البلد، إذا استمر الانهيار الاقتصادي والاجتماعي .

وأشارت المعلومات، إلى أن النائب باسيل الذي يدرك أن حظوظه الرئاسية شبه معدومة، يحاول التشويش على توجه "حزب الله" وحلفائه لدعم خيار فرنجية، من خلال التحذير مما سماه ترويكا جديدة تضم، "فرنجية بري ميقاتي"، ما دفع الرئيس بري إلى انتقاده وبعنف، ما يؤكد المضي بخيار فرنجية، مقابل استبعاد رئيس "العوني" الذي يتوقع أن يرفع من وتيرة اعتراضه على دعم حلفائه لرئيس "المردة" الذي يظهر أن حظوظه بدأت بالارتفاع، وإن كان وصوله إلى قصر بعبدا تعترضه عقبات لا يمكن الاستهانة بها، مع رفض قوى المعارضة لانتخاب أي رئيس من جانب فريق الثامن من آذار . لأن ذلك يشكل استكمالاً للعهد السابق، وهذا أمر من شأنه توسيع الشرخ الداخلي بشأن الانتخابات الرئاسية .

واستناداً إلى هذه المعلومات، فإن السعوديين والفرنسيين يدركون حجم الصعوبات التي تواجه الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وتحديداً ما يتصل بعجز أي فريق عن إيصال مرشحه إلى مركز الرئاسة الأولى، فإن هذا يقود حكماً إلى البحث عن مرشح توافقي، يكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وإن كان الوصول إلى هذا الهدف سيستغرق وقتاً، ما قد يطيل أمد الشغور الرئاسي. ولهذا فإن الخطوط مفتوحة بين الرياض وباريس، في حين أن السفير السعودي والسفيرة الفرنسية في لبنان، يقومان بإجراء مشاورات مع القيادات اللبنانية وبكركي، استكمالاً للاتصالات القائمة بشأن الملف اللبناني، على أن يتواكب ذلك مع الحراك المنتظر للرئيس بري، لتقصير أمد الشغور الرئاسي .

لكن في المقابل، فإن هناك من يخشى من عقبات قد لا تتيح انتخاب رئيس جديد للجمهورية، طالما أن ملفات المنطقة لا تزال معلقة، وتحديداً بما يتصل بملف إيران النووي. وهذا ما قد يدفع طهران إلى التشدد أكثر، الأمر الذي سيجعل الوضع في لبنان أكثر تعقيداً، وهذا ربما لا يساعد على إنجاز الانتخابات الرئاسية في وقت قريب، ريثما تتغير الأجواء الإقليمية، وتصبح المناخات الداخلية ملائمة لانتخاب رئيس جديد .