بيروت - لبنان

اخر الأخبار

23 كانون الثاني 2020 12:01ص رسالة إلى الرئيس حسّان دياب

حجم الخط
دولة الرئيس، 

عند تسميتكم رئيساً مكلّفاً تشكيل الحكومة، كانت قوّتكم على أساس انّكم من خارج النادي التقليدي لرؤساء الحكومات ومن خارج لعبة المحاصصة المعهودة، بعد ان وعدتُم اللبنانيّين بأنّكم ستشكّلون حكومة من أصحاب الاختصاص والكفاءات الذين يتمتعون باستقلالية القرار، تسعى الى تحقيق تطلُّعاتهم.

إلّا انّ حكومتكم التي ولدت قيصريّاً بعد تحدّيات جمّة جاءت بعكس تطلّعات اللبنانيّين، واصابت شريحة واسعة منهم بالخيبة كونها ضمّت اسماء مستشارين لدى القوى السياسية المُشارِكة، التي ما زال اللبنانيّون يُنادون بإبعادها عن الحُكم، فالناس اختارت القطيعة مع هذه الطغمة الحاكمة. كما ضّمت الحكومة اصحاب الحظوات الحزبيّة والسياسيّة وزوجات شخصيات مقرّبة من الأحزاب، في حين خَلت التوليفة من أي ممثّل عن الحراك الشعبي. وبديهيٌ أن الذي لم يقبل بعودة الأصيل فإنه حتماً لن يرضى بالوكيل.

كذلك يؤخذ على التوليفة الحكوميّة أن بعض الاختصاصيّين تمّ ايكالهم حقائب وزراية من خارج اختصاصهم، والمعلوم أنّ عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هو سبّب رئيسي للفشل الحكومي في إدارة البلاد وتراجع التنمية وتأخر المشاريع.

دولة الرئيس، لقد وُلِدت حكومتكم امام تحدّي نَيْل ثقة اللبنانيّين قبل ثقة المجلس النيابي، خصوصاً وانّ قدرتها على التصدي للانهيار القائم تبقى رهن برنامجها الحكومي والحسابات التي ترعى مصالح مكوّناتها السياسيّة. واليوم ينتظر اللبنانيّون من حكومتكم صياغة بيان وزاري مُجدٍ غير صوري وتقليدي، وأقرب إلى خطة عمل وتعهد والتزام بالتنفيذ، يرقى الى طموحات اللبنانيين في حدود حاجاتهم المُلحّة، ويعبّر عن الممكن فعله في مختلف المجالات العامة من خلال بنود قابلة للترجمة عبر خارطة عمل اقتصادية وماليّة ونقديّة واجتماعية وبنيويّة وبيئيّة شاملة ومهيّأة للتطبيق، وتتضمن حلولاً واقعية ومستدامة وتحقّق إنجازات مؤثرة وسريعة تعيد ثقة الشعب اللبناني بدولته واقتصاده وأمنه.

دولة الرئيس، تبقى الإشارة الى انّ الواقع الاقتصادي والمالي الذي أنهك جسد الدّولة وخفّض القدرة المعيشيّة لدى المواطن لم يعد يحتمل المزيد من التجارب والمغامرة بحيوات اللبنانيين.

هذه فرصة سانحة للبنان واللبنانيّين، وقد تكون الأخيرة، وفّقكم الله وهداكم الى ما هو خيرٌ.