بيروت - لبنان

اخر الأخبار

5 حزيران 2023 12:00ص رسالة موجهة إلى سعادة نائب بيروت فؤاد مخزومي المحترم

حجم الخط
بداية لا بد لي من الافصاح عن ترددي قي توجيه رسالتي هذه لسعادتك بعدما نصحني  العديد من الأصدقاء بأن لا طائل من مبادرتي هذه, كونهم يعتبرونك جزءاً من هذه الطبقة السياسية او حليفاً  لها بالحد الادنى.
ما عزز حجج الأصدقاء عندي تجاهك, هو تتبعي لمجريات انتخابات «اتحاد جمعيات العائلات البيروتية» وتناقل الاعلام حينها  عن تحالفك مع اطراف سياسية كانت شريكة في ما وصلت اليه أحوال الوطن و المواطن خصوصا ممن فرطوا في الارث السياسي والنهضوي للرئيس رفيق الحريري شهيد بيروت ولبنان.
وكوني بيروتية ابنة هذه العاصمة التي أعشقها حتى في حال بؤسها الحاضر, والتي وقعت ضحية الممارسات السياسية الكارثية التي يتحمل مسؤوليتها جميع الفعاليات البيروتية السنية من رؤساء حكومة ووزراء ونواب أقله في السنوات العشر الاخيرة, فكنت مهتمة بتتبع مجريات ومآلات مسار انتخابات إتحاد العائلات البيروتية وحدود تواطؤ الرؤساء السابقين للاتحاد مع السياسيين عبر اتباعهم, الى ان اصدرت بياناً «تدعو فيه الاطراف السياسية لرفع أيديها عن الاتحاد وترك الحرية لممثلي العائلات لاختيار من يرونه مناسباً لتولي النهوض بهذا الصرح البيروتي من جديد على قاعدة الشفافية والحوكمة  بعيداً عن الأساليب التي كانت سائدة سابقاً,كما تعهدت انك على استعداد لدعم الاتحاد للوصول الى الاهداف التي قام لأجلها وذلك وفق خطط واقعية واضحة «.

سعادة الاستاذ مخزومي, 

لقد تركت الحركة النيابية المهمة التي قمت بها في الداخل والخارج  اثراً كبيراً لدى الرأي العام اللبناني، والبيروتي خاصة،  فأتت بمثابة حركة سياسية وطنية نوعية  بادرت اليها بصفتك فاعلية بيروتية أصيلة,مثابرة ومبادرة, باتجاه  مراكز القرار الدولي في اوروبا واميركا, فكان لهذا الامر أثر في  تعديل موقفي كما زملائي تجاه سعادتك وبتجرد,انطلاقاً من كوني اكاديمية مسلحة بفكر نقدي بناء معارض للشخصانية وأمقت الاستزلام وعبادة الزعيم البغيضة والتافهة في آن.
لكن المواقف والتحركات التي حصلت خلال الاسبوع المنصرم المرتبطة  بتتبع انتخابات الاتحاد والتي أشارت الى عودة الاتصالات مجدداً من قبل رموز محسوبة عليك, لمناقشة امكانية الإئتلاف مجدداً مع رموز من شركاء السلطة الفاشلة التي اوصلت بيروت واهلها الى ما نحن عليه من كوارث لا تخفى على أحد  والذين يسعون  لمصادرة قرار الاتحاد من اجل الهيمنة عليه، وهذا مناقض لتوجهاتك وادبياتك  التي خضت على أساسها الانتخابات النيابية ولكونك اصبحت بنتيجتها ركنا أساسيا في المعارضة الوطنية والبرلمانية.

سعادة الأستاذ مخزومي, 

أتمنى ألّا أصدق صحة ما نشر عن تراجعك عما سبق أن اعلنته بهذا الشأن, خاصة واننا ندعم ونثمن إصرارك وتصلبك في مواقفك المبدئية على الساحة البيروتية والتي ستسقط مقولة السياسيين  الانهزاميين المستقيلين من الحياة السياسية « هم او لا أحد من بعدهم في السياسة «, والذين يسعون  عبر استغلال شعار «وحدة العائلات البيروتية «بشروطهم الزبائنية المعروفة، إلى الاحتماء بعباءتك البيروتية وصولا للانقضاض على الاتحاد وعلى حيثيتك السياسية الصاعدة والتي تحتاج الى صيانة مجتمعية  كبيرة مستدامة لترسيخها, كما الحذر من الافخاخ المنصوبة لك في انتخابات الاتحاد خصوصا  ان مشاركتك وموافقتك المسبقة على تسمية إسم رئيس الاتحاد اذا ما حصلت, انما يغضن فخاً ستقع فيه عبر مشاركتك في مخالفة القوانين المرعية و بتواطؤ من بعض رؤساء الاتحاد المغلبين أولًا مصالحهم الخاصة المعروفة للقاصي والداني مع هذه القوى، ما سيؤدي الى إجهاض حيويتك البيروتية النوعية الصاعدة, اذاً نقول لك حذار التسليم والوقوع في فخ القبول والمشاركة في اللائحة الائتلافية المعلبة كونها ستصدع مصداقيتك وصورتك امام الرأي العام ككل خاصة البيروتي منه,

سعادة النائب مخزومي,

 انني ادعوك الى الاستمرار في خط المعارضة الواضحة بصلابة ومن دون تردد لان الحياة وقفة كرامة وعزّ وبها سترسي مساراً ريادياً جديداً في الممارسة السياسية على الساحة البيروتية، ناسفاً بذلك بدعة الاحباط في بيروت  التي عممها مراهقو العمل السياسي الفاشلين اللذين تشاركوا في وصول بيروت ولبنان الى قاع جهنم, فلا تكون استاذ مخزومي منقذهم لان  ساعة  التغيير قد انطلقت مع أمثالك فلا تجهضه, وبيروت بأصالتها وعروبتها ووطنيتها تستحق التغيير بشيبها وشبابها, بنسائها ورجالها, بنخبها وحكمائها, ولأنهم صامدون مكافحون لا يفرّون,فهُم كمدينتهم بيروت، بتاريخها وحاضرها, تقاوم وتجاهد ولا ترفع رايات الاستسلام البيضاء كما فعل البعض ممن يدّعون الحرص عليها.