بيروت - لبنان

اخر الأخبار

29 حزيران 2021 12:01ص رسم خارطة الطريق الوطنية 3-3 تقي الدين الصلح حارس الميثاق

حجم الخط
ونتابع أيضاً وأيضاً وهذا غيض من فيض من افكاره وتوجهاته اللبنانية والعربية، رأيت انه لا بد من اعادة التذكير بها حيث ان في الاطلاع عليها والعمل بموجبها يضع لبنان ليس على خارطة المنطقة فحسب بل على خارطة العالم، حيث له دور عربي وعالمي وانساني عليه ان يمارسه بعد ان يتخلص من كل الشوائب التي اصابته في كل مناحي الحياة بسبب غياب القيادات التي يهمها لبنان ودوره وليس مصالحها الشخصية المتنوعة المبنية على الفساد. 

يقول: على لبنان ان يكون موقفه منسجماً مع مبادئه فينتصر لكل شعب ضعيف لا يملك القوة التي يملكها الاقوياء.

(انه يدل دلالة واضحة الى المبادىء التي ارساها الرجال الرجال من ابناء لبنان على مر الازمان فلبنان عنده رسالة منذ الثلاثين من القرن الماضي وقد كرَّس ذلك البابا يوحنا بولس الثاني في بداية القرن الحالي، ويذكرنا بذلك كيف ان لبنان من واضعي الاعلان العالمي لحقوق الانسان، وأن بيروت ام الشرائع).

ويدلنا بوضوح الى الاسباب التي فيما تصيب هذا الوطن من بلاء فيقول:

ان البلاء الاكبر لهذا الوطن الغالي كان دائماً اغراض الحكم الصغيرة المناقضة لطموح شعبه الكبير، وان لبنان، متى بدأ حركة التغيير لن يغير نفسه فحسب، بل سيكون في قدرته بل يجب ان يكون في غايته وطموحه تغيير العرب، لانه معهم وبهم يقهر عدوه.

(يدعونا دولته الا نقزم دورنا وان لا نتقوقع وكأننا جزيرة معزولة، ويدعونا ايضاً الى الاصرار على حركة التغيير في لبنان والقضاء على اغراض الحكم الصغيرة لانها طريق خلاصنا).

ويؤكد دولته ايضاً على دور الامة العربية الرسالي على المستوى العالمي فيقول:

ان الامة العربية تستطيع ان تلعب دوراً لا بقوة تراثها وثرواتها فقط بل بقدرتها على المشاركة في حل مشاكل العصر وتنوير طريق الانسان.

(لكن المؤامرة استطاعت ان تعطل هذا الدور بتحويل جامعة الدول العربية الى جيفة لا حول لها ولا قوة، وكثر المتطاولون علينا، الا انه ما زال في الامة نبض قومي سينتصر لا محالة ويهزم اعدائها)

وقد اكد على الحرية ومعناها ونتائجها حيث قال:

على العرب ان يكونوا على مستوى الحرية وبذلك تكون لهم كل الانتصارات.

(ويعني بذلك ان ما يلحقنا من هزائم وخسائر هو لغياب الحرية عن ارضنا العربية، وعدم افساح المجال لكل الزهرات ان تتفتح، وطبعاً المقصود هنا الحرية المسؤولة وليست الفوضى التي ينظمها ويقودها اعداء الامة)

وعن القضية المركزية للأمة العربية – فلسطين – فكانت له مواقف حاسمة ولا يجوز الا العمل بها فيقول:

ان حدود العرب في فلسطين ليست الا مياه البحر المتوسط، وفلسطين قطعة من الوطن العربي لا يملك عربي حق التنازل عن حفنة من ترابها. 

وان قضية فلسطين هي رمز آلام العالم الثالث كلها.

(توجيه مباشر الى النضال القومي لتحرير ارض فلسطين بالمقاومة وليس بالاتفاقات الواهمة، فعلينا ان نبرز للعالم مدى هذه الآلام الناتجة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي يرتكبها العدو الصهيوني في فلسطين، وكذلك مدى ارتباطها بآلام العالم الثالث التي تقوم بها الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني وحلفائهم) 

وقد رأى منذ اكثر من ستين سنة واضاء على قضية مهمة في العلاقة مع افريقيا وكأنه معنا اليوم حيث قال:

ان اسرائيل تحاول ان تفتح افريقيا كلها فتحاً سياسياً واقتصادياً وفي ذلك كل الخطر على الدول العربية.

(لغياب العرب عن افريقيا، بتحجيم دور مصر العروبة عنها وكذلك دور الدول العربية وخاصة التي هي على ارض افريقيا وسواء اكان هذا الغياب فعلاً ارادياً او غير ارادي لفعل ارادي او غير ارادي، لقد فتح الكيان الصهيوني افريقيا وما يحصل اليوم في اثيوبيا وبناء سد النهضة هو تهديد مباشر للأمن المائي لكل من السودان وجمهورية مصر العربية وسيحصل ايضاً مواقف تؤثر سلباً على امتنا في المؤسسات الاممية وسوى ذلك)

رأيت في هذه المقالات الثلاثة التي اقدمها لشعب لبنان وللأمة العربية ليدركوا مدى الاخطار المحدقة بهم ومسببيها، والدور المهم جداً في التغيير ليس فقط في لبنان بل في الامة العربية، وكلها جاءت على لسان حارس الميثاق الوطني دولة الرئيس تقي الدين الصلح.

وعليه فلن نرضى الا ان يكون لبنان الرسالة وفق ما رسمها المغفور له دور الرئيس تقي الدين الصلح التي هي من نتاج كوكبة من الرجال الرجال الذين نذروا انفسهم في القرن الماضي لبناء لبنان الحضاري ولنا اضاءات أخرى لاحقاً على افكاره التي فيها خلاصنا ودورنا الحقيقي. 



* الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب