ربّي أفضتْ سيطرة الزبائنية والعار السياسي على المشهد اللبناني وهذا ما أدّى ويؤدّي إلى طرد النخبة من الوطن وتحديداً هم الطبقة المثقفة والواعية والقادرة على إستنباط الحلـول والتي بإمكانها أنْ تخلق جواً جديداً من العمل السياسي المبني على العلم والثقافة الديمقراطية والحوار والإنفتاح.
ربّي لم تكُنْ عملية طرد الطبقة المثقفة هذه سياسية فقط بل جغرافية أي إنّ النخبة باتت مُطاردة من جانبين أساسييّن في سلطة العار وجماعة قلّة الحياء وكَثْرة البطر، إنّ المثقفين يُهمّشون يُسجنون بتهم بائدة وبقدر ما يُعبِّرون عن إستقلاليتهم ومواقفهم المبنيّة على العلم والتطوّر يُساقون إلى التحقيق لدى الأجهزة التي تتسلّط عليها تلك الطبقة الفاقدة لأي حس أخلاقي ويكثر عندها البطر.
ربّي أهلكتنا المواقف الإعتباطية وغير الشرعية ويبدو لي وأنا في أرض الغربة أنّ هذه الطبقة الفاقدة لكل مقوّمات التعليم والتهذيب والتي يوّصفها كل المجتمع الدولي بـ«الزانية على المستويين السياسي والإقتصادي»، هي التي تتحكّم في القرار الوطني السياسي وهي العامل الأساس في حالة الإستعصاء السياسي والتأزيم الدائم في وطني لبنان وطن القداسة والعيش المشترك، حيث إنّ الإستقواء بالبطر السياسي هو الذي يقود لبنان إلى جحيم دائم لا تكاد تنطفئ حرائقه وكان آخر هذه الحرائق الخلاف على التوقيت الصيفي بينما هو ضمنياً خلاف مُركّب أُريد منه التعمية على أمور غير شرعية تتحمّلها السلطة القائمة والتي تُحاول جاهدة فرضها كي تستفيد من خيرات الدولة على حساب شعبي المسكين الرازح تحت حصار طبقة سياسية فاسدة ولا ضمير لديها ولا تنخجل.
ربّي لقد أخفقت سلطة العار سلطة قلّة الحياء سلطة كَثرة البطر بإخراج لبنان من حالة الإرتهان والمحاصصة ونحر السيادة وهي تُعطِّل عمداً صناعة قرار وطني سليم عابر لكل المصالح الشخصية والإقليمية والدولية ممّا يؤدّي إلى حالات من الشلل الكامــل في كل مفاصل الدولة اللبنانية التي إنْتُهِكتْ للآخر وهناك على ما يبدو حرباً على كل أجهزة الدولة المدنية والعسكرية لأطرح سؤالاً بريئاً: هل يُعقل أن يكون شعبي بمؤسساته الشرعية شحاذًّا ؟ هذا ليس بالعدل ولا الكتب السماوية تُجيزه...
ربّي لا حاجة لتذكيرك أنّ أرض القداسة والطهارة الأرض التي تحتضن الأنبياء والرسُل هي ضعيفة جداً لا طاقة لها على السير إلى الأمام وأنتَ ربّي أدرى بهذا الأمــر، لأنك على كل شيء شاهد، نحن في لبنان يا ربّ نُعيد إنتاج نفس السلطة لا لأننا أغبياء بل لأننا محكومون بطبقة سياسية فاسدة عاهرة لا ضمير لديها ويكثُرُ بطرها على حساب الدولة ورعاياها، ربّي أياً كانت الحكومات أياً كانتْ رئاسة الجمهورية، أياً كان مجلس النواب كلها عناصر تًراجُع الدولة نعم عناصر القوة مفقودة، الشعب مُغيَّب وكل هذه المنظومة القائمة تلغي الدولة والمواطنة ولا يتجرأ أحد على إبداء أي رأي، كلهم منافقون غدّارون محتالون جبناء يدّعون التقية السياسية وهم بالفعل طُغاة وعُهار وساسة «غوّادين».
ربّي نحن ضحية نظام سياسي لبناني معطوف على نظام عالمي ظالمين لا يرحمان وأكبر مثال على ذلك المسؤولين اللبنانيين الذين أنهكوا الشعب بشتّى أنواع الأخطار «وما ع بالن بال»، وهم أشهر ساسة كذّابين، ولا يكفي أن أشير إلى أنّ أكثر الوسائل الإعلامية اللبنانية والعربية والأجنبية تُشير إليهم ولاكستهم الألسنة في لبنان وعالم الإغتراب. ساسة إشتهروا بالوعود وأغلبهم في الإنتخابات ودليل كذبهم أنهم فقدوا مصداقيتهم تجاه الناس ولذلك نرى أغلبية الناس تشتمهم في العلن.
ربّي ساسة يحكمون وطن الأرز حكمًا إستبدادياً مطلقاً لمعرفتهم أنهم لو حكموا الصناديق الإنتخابية لكان فعلاً موقعهم في سلال وتلال النفايات، وكما تبدو اللعبة وكان أخر فصولها ما شاهدناه وعايشناه آخر الأسبوع الماضي كانت ذروة الكذب والرياء. ربّي نحن أمّة لن ترضى ولن تتخلّى عن عزتها ولن تربط كراماتها برجالات هم عملاء وأدوات في أيادي شريرة إننا نرفض رفضاً تاماً ولن نسمح بعد اليوم بالإبتزاز ولن يكون لنا قادة رأي يتصفون بقلة الحياء وكثرة البطر ، نطلب ربّي مساعدتك.